خلفاء الخلق ، وفتحة الغرب والشرق ، يقاتلون عبدة الاوثان والنيران عزلا ، ويسوق الواحد منهم الالف كما يساقون يوم القيامه حفاة عراة عزلا ، وطارت قلوب الملوك رعبا منهم وطاشت ، وخفقت أفئدبهم خوفا من ذكر محمد - صلى الله عليه وسلم - وجاشت ، ويمنت إلى زمنه ما عاشت ، فبهذا النبي الامي أفاخر من تفخر ، وأكاثر من تقدم وتأخر ، صلى الله عليه عدد الرمل ، ومدد العمل ، وعلى أهل بيته الكريم ، وأصحابه الجدراء بالتقديم والتعظيم .
إلى (دهمى) عظيم عظماء الهند ، وركن أراكنة السند ، شر ح الله صدره للاسلام ، وجعله ممن دعاه إلى دار السلام ، واتبع سبيل المؤمنين ، وقال : « وجهت وجهى للذي فطر السموات والارض حنيفا وما أنا من المشركين »
اما بعر فانه وصل كتابك جاليا عرائس خصائصك علينا ، وجاليا نفائس خصائلك البنا ، ففضضنا عن الجواهر منه ختاما ، وأمطنا عن الازاهر كماها . واستحلينا من معانيه ما لو كانت خدودا لكانت مضرحه ، أو ثغورا لكانت مفلحة ، واستدللنا يفحوى خطايه على ما تضمره لنا من مودة لا كذب فيها ، ومحبة نبطت بعرا الصدق أواخيها .
فاما ماعسرهه في كتابك من تعظيم ملكك ونفيس ذخائرك ، وطيب رائحة قصرك ، وفخرك وفخر آبائك ، فانك فخرت بأعراض الجواهر الفانية القليلة البقاء ، وزخارف الدنيا التى لا يحصل الواثق بها على غير النصب والشقاء ، وملكها وإن عظم دوامه ، سحابة صيف ، ومالكها وإن طال مقامه ، فعحالة ضيف.
فانا لا نفاخرك بأمثاله مما ملكناه من سهل الارض وجبالها ، واحتو عليه خزائننا مما أخذناه بسبوفنا من ذخائر الملوك وأموالها .
Page 58