سلام عليك ،فانى أحمد الله إليك ، الذى لاإل» إلا هو وأسأله أن يصلي على محمد عبده ورسوله وعلى أهل بيته .
وصل كتابك فسررت لك بالنعمه التى ذكرت ، ووقع ابحافك إلينا الموقع الذي أملت من قيول ذلك ، ولولا أن السنه لنا جاريه بترك تقديم من لم يكن لناعلى الشريعه موالبا ،ما تركنا ما يحسن من مبر تك بالتقديم والاعتذار ، فهذا أحد المقدمتين ، وأنت له منا أهل . وقد أهدينا إليك كتايأ ترجمته (ديوان الأدب وبستان نوادر العقول) . ومطالعتك له يحقق عندك فضيلته . وجعلنا لذلك عنوانا من الهدية ، فهى لطف استقللنا قدرها لك ، ولو كانت الملوك تتهادى على أقدارها لما اتسعت لذلك خزائنها ، وإنما يجري ذلك بينها على قدر ما بدل على النية بالتوطين إن شاء الله .
وكانت الهدية فرسا بفارسه وجميع آلاته عقيقا ، ومائدة جزع فيها خطوط سود وحمر وخضر على أرض بيضاء ، فتحها ثلاثة أشيار ، وغلظها إصبعان ، قوائمها ذهب . وثمانية أصناف بياض مصر ، وخز السوس ، ووشى المن ، وملحم خراسان ، والديباج الخسروابى، وفرش قرمز، وفرش سوسنجرد ، ومائه طنفسه حيريه بوسائدها .
كل ذلك مائة قطعة من كل صنف .
وجام زجاج فرعوي ، فتحه شبر ، في وسطه صورة أسد ، أمامه رجل قد برك على ركتيه ، وفوق السهم في القوس بحو الأسد . وكانت المائدة والجام مما أخذ من خزائن بنى أمية . وكان الكتاب في طومار ذي وجهين ، وغلظ الخط إصبع .
ذكر هذاكله الخالديان: أبو بكر محمدوأبو عثمانأحمد ايناهاشم في كتاب «الهدايا
Page 53