فرجية الطائع لله عن كتفيه ، ونهض الى قصره ، وتطأطأ أحد الخدم ليأخذ الفرجية ، فنظر اليه يمؤخرة عبنه منكر الفعلة ، فتركها موضعها ، ويقبت الفرجية لى آخر النهار ، ولا تجسر أحد على بحريكها من موضعها . فلما أراد النحار أن بنصرف قال له أحد الخدام :خذ الفرحية . وكانت من الوشي القديم ، فياعها بمائة وسبعين دينارا.
م صارت الخلافة بعل حلحد بي الخليفة الامام الزاهد العايد ، القادر بالله أبي العباس أحمد بن إسحاق بن المقتدر .
وكان قدهرب من الطائع الى البطبحه . ولما وصل الى نغداد وبويع له ، سلم ليه الطائع،فأكرمه وأحسن البه ، وجعل أولاده بخدمه ، وقضى جميع حوائحه الى أن توفي الطائع مكرما يوم الثلاثاء مستهل شوال سنة ثلاث وتسعين وثلثمائة.
والقادر آخر خليفة من بنى العباس، حكم وأسحل على نفسه، وأشهد الشهود، وكان يجلس في كل يوم اثنين وخميس للناس .
وكان رأى في الليلة التى وصلت إليه البشارة في صبيحتها أمير المؤمنين أبا الحسن علي بن أبي طالب - رضى الله عنه - وهو منام طويل ، يقول :إن هذا الأمر صائر البك فأحسن الى ولدى . فانتبه ، وذكر المنام لمن حضره ، فاتت الببعة عقسه . ومعها كتاب من الطائع لله بخلع نفسه . فصدقت رؤياه ،وبلغه الله ما ثمناه .
وصحب العلماء ،ورفض الدنيا ، ولم ينازع فيها ، ولم يدخردينارا ولا درهما، ولم يرد سائلا ،وأكرم الحديث وأهله ومنحهم عطاءه وبذله .
وظهرت العرب ، وقام الاسلام ، وملكت الجزيرة والشام ، وبيعت مصفات لحديث بأغلى (1) الايمان ، وملا الدنيا بالعدل والاهن.
Page 127