177

Nazm Mustaczab

النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب

Investigator

د. مصطفى عبد الحفيظ سَالِم

Publisher

المكتبة التجارية

Publisher Location

مكة المكرمة

Genres

فِي سَائِرِ بَدَنِهِ، وَخَصَّ الرَّأَسَ بِذَلِكَ؛ لِمَا كَانَ عَلَيْهِمْ مِنَ الشَّعُورِ وَمُعَانَاتِهِمْ لَهَا. وَمَنْ شَدَّدَ قِيلَ: الْمَعْنَى: جَامَع وَأَوجَبَ الْغُسْلَ عَلَى غَيْرِهِ وَاغْتَسَلَ هُوَ (٣٨). قَالَ فِي الْفَائِقِ (٣٩): يُقَالُ: غَسَّلَ الْمَرْأة وَغَسَلَهَا: إِذَا جَامَعَهَا، وَمِنْهُ: فَحْلٌ غُسَلَةٌ (٤٠) أَيْ: جَامَعَ مَخَافَةَ أَنْ يَرَى فِي طَرِيقِهِ مَا يُحَرِّكُ مِنْهُ (٤١)، وَغَسَلَ بالتَّشْدِيدِ (٤٢) بِالتَّثْلِيْثِ. وَقِيلَ اغْتَسَلَ بَعْدَ الْجِمَاعِ غُسْلَ الْجُمُعَةِ. وَقِيلَ: غَسَّلَ (٤٣): أيْ أَسْبَغَ الْوُضُوءَ وَأكْمَلَهُ، ثُمَّ اغْتَسَلَ بَعْدَ ذَلِكَ لِلصَّلَاةِ. وَقِيلَ: الْمَعْنَى وَاحِدٌ، وَغَايرَ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ، كَمَا قَالَ: "بَكَّرَ وَابْتَكَر وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ" (٤٤). وَيُرْوَى (٤٥) "عَسَّلَ" مُشَدَّدًا بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، أَيْ: ذَاقَ الْعُسَيْلَةَ، وَهِى: الجِمَاعُ (٤٦). قَوْلُهُ: "بَكَّرَ وَابْتَكَرَ" جَاءَ فِي أَوَّلِ الْيَوْم، مِنْ قَوْلِهِمْ: بُكْرَةٌ وَغُدْوَةٌ. يُقَالُ: بَكَّرَ تَبْكِيرَ الْغُرَابِ؛ لِأَنَّهُ يَسْتَيْقِظُ أَوَّلَ النَّهَارِ "وَابتكَرَ" قِيلَ مَعْنَاهُ: أَخَذَ أَوَّلَ الثَّوَابِ، وَسَبَقَ إِلَيْهِ، مَأَخُوذٌ مِنْ بَاكُورَةِ الْفَاكِهَةِ وَهِىَ أَوَّلُ مَا يَنْبُعُ مِنْهَا، يُقَالُ: ابْتَكَرَ إِذَا جَنَى الْبَاكُورَةَ (٤٧). وَيُقَالُ: بَل الْمَعْنَى وَاحِدٌ فِي اْلإبْكَارِ إِلَى الْجُمُعَةِ، جَاءَ بِلَفْظَيْنِ مُتَغَايِرَيْنِ، وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ (٤٨). قَالَ اْلأزهَرِىُّ (٤٩): بَكَرَ يُشَدَّدُ وَيُخَفَّفُ، فَمَنْ خَفَّفَ فَمَعْنَاهُ: خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ بَاكِرًا، وَمَنْ شَدَّدَ: فَمَعْنَاهُ: أَسْرَعَ إِلِى الصَّلَاةِ وَبَادَرَ إِلَيْهَا. وَقَالَ فِي الشَّامِلِ (٥٠) فِي ابتكَرَ تَأْوِيلَان: أَحَدُهُمَا: حَضَرَ أَوَّلَ الْخُطْبَةِ، مُشْتَقٌ مِنْ بَاكُورَةِ الثَّمَرَةِ، يُرَادُ أَوَّلُهَا. وَالثَّانِى: أَنَّهُ ابْتَكَرَ الْعِبَادَةَ مَعَ بُكُورِهِ فِيهِ. قَوْلُهُ: "لَا يُشَبِّكْ أَصَابِعَهُ" (٥١) أَيْ: يُدْخِلْ بَعْضَهَا فِي بَعْضٍ؛ لأنَّهُ يَلْهُو بِذَلِكَ، وَيَشْتَغِلُ عَنْ ذِكْرِ اللهِ. قَوْلُهُ: "السُّبْحَةُ" (٥٢) هِىَ النَّافِلَةُ، يُقَالُ: قَضَى فُلَانٌ سُبْحَتَهُ، أَيْ: نَافِلَتَهُ الرَّاتِبَةَ (٥٣). قَوْلُهُ: "أنْصَتَ" (٥٤) الإِنْصَاتُ: السُّكُوتُ مَعَ الاسْتِمَاعِ، يُقَالُ: نَصَتَ وَأَنْصَتَ بِمَعْنَى وَاحِدٍ (٥٥). قَوْلُهُ (٥٦): "لَمْ تَشْهَدْ مَعَنَا الْجُمُعَةَ" أَيْ: لَمْ تَحْضُرْ. وَالشُّهُودُ: الْحُضُورُ، يُقَالُ: شَهِدَهُ

(٣٨) غريب الخطابى ١/ ٣٣٠ والنهاية ٣/ ٣٦٧. (٣٩) ٣/ ٦٦. (٤٠) ع: ومنه غسل: تحريف والمثبت من خ والفائق. (٤١) ع: أو والمثبت من ح والفائق. (٤٢) في الفائق: بالغ في غسل الأعضاء على الإسباغ والتثليث. (٤٣) خ: اغتسل. (٤٤) قال الخطابى: وقال الأثرم: هما لفظان بمعنى واحد كررا للتأكيد ألَّا تراه يقول في هذا الحديث "ومشى ولم يركب" وفي خبر آخر: "واسمع وأنصت" وهذا كله واحد. غريب الحديث ١/ ٣٣٠ وانظر النهاية ٣/ ٣٦٧ وتهذيب اللغة ٨/ ٣٥. (٤٥) ع: وروى. (٤٦) قال القلعى في اللفظ المستغرب ٥٦: ورواه بعض الفقهاء: بالعين المهملة وأراد به الجماع شبه لذته بلذة العسل وليس بمشهور. (٤٧) الغريبين ١/ ٢٠١ وغريب الخطابى ١/ ٣٣٠ والفائق ٣/ ٦٧. (٤٨) ع - في، قال ابن الأنبارى: والذى نذهب إليه في تكرير هاتين اللفظتين: أن المراد منه المبالغة والزيادة في التوكيد؛ لأنّ العرب إذا بالغت اشتقت من اللفظة الأولى لفظة على غير بنائها، ثم أتبعوها إعرابها، فيقولون: جاد مجد، وليل لائل وفي الغريبين ١/ ٢٠١ ويؤيد صحة هذا المذهب أن بكر وبكر وابتكر وأبكر بمعنى واحد وانظر فعلت وأفعلت للزجاج ٨ وشرح القصائد السبع ٢٥٠ والنهاية ١/ ١٤٨ وتهذيب اللغة ١٠/ ٢٢٦. (٤٩) في تهذيب اللغة ١٠/ ٢٢٦. (٥٠) ......................... (٥١) في المهذب ١/ ١١٤: ولا يشبك بين أصابعه. (٥٢) في المهذب ١/ ١١٥: روى عن ثعلبة بن أبي مالك قال: قعود الإمام يقطع السبحة وكلامه يقطع الكلام. (٥٣) الصحاح (سبح). (٥٤) في المهذب ١/ ١١٥: وإذا بدأ بالخطبة أنصت. (٥٥) في المصباح (نصت). (٥٦) في المهذب ١/ ١١٥: دخل ابن مسعود (ر) والنبي ﷺ يخطب فجلس إلى أبي، فسأله عن شيىء فلم يرد عليه، فسكت حتى صلى النبي ﷺ فقال: ما منعك أن ترد على فقال: إنك لم تشهد معنا الجمعة قال: ولم قال: لأنك تكلمت والنبي ﷺ يخطب. . . إلخ.

1 / 114