152

Nazm Mustaczab

النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب

Investigator

د. مصطفى عبد الحفيظ سَالِم

Publisher

المكتبة التجارية

Publisher Location

مكة المكرمة

Genres

وَمِنْ بَابِ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ التَّطوُّعُ (١): فِعْلُ الطَّاعَةِ مِنْ غَيْرِ وُجُوبٍ (٢). وَالتَّطَّوُّعُ بِالشَّيَىءِ: التبَّرُّعُ، وَمِنْهُ: الْمُطَّوَّعَةُ الَّذِينَ يَتَطوَّعُونَ بِالجِهَادِ (٣). قَوْلُهُ: "السُّنَنُ الرَّاتِبَةُ" (٤) أَيْ: الثَّابِتَةُ الدَّائِمَةُ، يُقَالُ: رَتَبَ الشَّيَىءُ يَرْتُبُ رُتُوبًا (٥) أَيْ: ثَبَتَ، وَأمْرٌ رَاتِبٌ، أَيْ: دَارٌّ ثَابِتٌ (٦). قَوْلُهُ: "الشَّفْعُ وَالْوَترُ" (٧) قَدْ ذُكِرَا. وقالَ فِي التَّفْسِيرِ (٨) الْوَتْرُ: اللهُ وَحْدَهُ. وَالشَّفْعُ: جَمِيعُ الْخَلْقِ، خُلِقُوا أزْوَاجًا (٨). وَسُمِّيتْ صَلَاةُ الْوَتْرِ؛ لِأنَّ آخِرَهَا رَكْعَةٌ فَرْدَةٌ، لَا تُشْفَعُ بِغَيْرِهَا. وَأَصْلُ الوَتْرِ: كُلُّ عَدَدٍ لَا يَنْقَسِمُ حُبُورًا، كَالْوَاحِدِ وَالثَّلَاثَةِ وَالْخَمْسَةِ. وَالزَّوْجُ: كُلُّ عَدَدٍ يَنْقَسِمُ جُبُورًا لِمُتَسَاوِيَيْنِ، كَالاثْنَيْنِ وَالْعَشَرَةِ وَالْمَائَةِ، وَشِبْهِهَا. قَوْلُهُ (٩): "اللَّهُمَّ قَاتِلْ الْكَفَرَةَ" مَعْنَاهُ: الْعَنْهُمْ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿قَاتَلَهُمُ اللَّهُ﴾ (١٠) أَيْ: لَعَنَهُمْ (١١). قَوْلُهُ (١٢): "إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا" أَيْ: طَلَبًا لِمَرْضَاةِ اللهِ تَعَالَى وَثَوَابِهِ (١٣). يُقَالُ: فُلَانُ يَحْتَسِبُ الْأخْبَارَ أَيْ: يَطْلُبُهَا وَيَتَوَقَّعُهَا. قَوْلُهُ: "التَّرَاوِيحُ" (١٤) مَأخُوذٌ مِنَ الْمُرَاوَحَةِ، وَهِىَ مُفَاعَلَةٌ مِنَ الرَّاحَةِ. يُقَالُ: رَاوَحَ الْفَرَسُ بَيْنَ رِجْلَيْهِ: إِذَا رَفَعَ إِحْدَيْهِمَا وَتَرَكَ الْأخْرَى يَسْتَرِيحُ بِذَلِكَ، مِنْ طُولِ الْقِيَامِ. وَكَذَلِكَ يُقَالُ: رَاوَحَ الظَّلِيمُ (١٥) بَيْنَ يَدَيْهِ (١٦) وَرِجْلَيْهِ، قَالَ (١٧):

(١) في المهذب ١/ ٨٢ وتطوعها أفضل التطوع. (٢) تهذيب اللغة ٣/ ١٠٤. (٣) السابق. (٤) ما لا تسن له الجماعة ضربان: فمنها السنن الراتبة مع الفرائض. (٥) من باب قعد - المصباح. (٦) ع: وله راتب: أي دائم ثابت. والمثبت من خ واللسان (رتب ١٥٧٤) والنقل عنه. (٧) في المهذب ١/ ٨٣: وروى ابن عمر (ر) أن النبي ﷺ كان يفصل بين الشفع والوتر. (٨) انظر: تفسير الطبرى ٣٠/ ١٠٨ والبحر المحيط ٨/ ٤٦٨ ومجلز القرآن ٢/ ٢٩٧ ومعانى القرآن للفراء ٣/ ٢٥٩، ٢٦٠ والقرطبى ٢٠/ ٣٩ وتفسيره ٥٢٦. (٩) في المهذب ١/ ٨٣ عن عمر (ر) أنه قال: السنة إذا انتصف الشهر من رمضان أن تلعن الكفرة في الوتر. بعدما يقول: سمع الله لمن حمده ثم يقول: اللهم قاتل الكفرة. (١٠) سورة التوبة آية: ٣٠. (١١) قال الفراء: قتل: أى لعن وكذلك ﴿قَاتَلَهُمُ اللَّهُ﴾، و﴿قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ﴾ ذكر أنهن اللعن معاني القرآن ٣/ ٢٠٢. وكذا في تفسير غريب القرآن ٤٩٦، ٥١٤ والعمدة ٣٣٦ وانظر تفسير القرطبى ١٩/ ٢١٧. وقال أبو عبيدة: قاتلهم الله: قتلهم وقلما يوجد فاعل إِلا أن يكون العمل من اثنين، وقد جاء هذا ونظيره: عافاك الله والمعنى: أعفاك الله وهو من الله وحده مجاز القرآن ١/ ٢٥٦. (١٢) في المهذب ١/ ٨٤: روى أبو هريرة (ر) قال: عن رسول الله ﷺ يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة، فيقول: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه. (١٣) النهاية ١/ ٣٨٢. (١٤) في المهذب ١/ ٨٤: روى عن عمر (ر) أنه جمع الناس على أبي بن كعب (ر) فصلى بهم التراويح. (١٥) ذكر النعام كما في حاشية خ. (١٦) يديه: ليس في ع. (١٧) لم أعثر على قائله.

1 / 89