118

Nazm Mustaczab

النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب

Investigator

د. مصطفى عبد الحفيظ سَالِم

Publisher

المكتبة التجارية

Publisher Location

مكة المكرمة

Genres

آنَسَتْ نَبأَةً وَأَفْزَعَهَا الْقَـ ... نَّاصُ عَصْرًا وَقَدْ دَنَا الإمْسَاءُ (٤٧) وَالْعَصْرَانِ: الْغَدَاةُ وَالْعَشِىُّ. وَقِيل. اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ (٤٨). ذَكَرَهُ فِي الشَّامِلِ (٤٩). وَحُكِىَ عَنْ أَبِى قِلَابَةَ (٥٠): إنَّمَا سُمِّىَ الْعَصرُ؛ لأنَّهَا تُعْصَرُ (٥١)، وَالإعْتَامُ: التَّأخِيرُ، وَقَدْ ذُكِرَ. وَأمَّا الْمَغْرِبُ فَلَا يَحْتَاجُ إلَى تَفْسيِرٍ (٥٢). قَوْلُهُ: "القُنُوتُ فِي الصُّبحِ" (٥٣) هُوْ الدُّعَاءُ. وَفِى الْحَدِيثِ: "قَنَتَ عَلَيْهِمْ شَهْرًا، أَيْ: دَعَا وَيَكُوُن القُنُوتُ أيْضًا: الطَّاعَةُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ (٥٤) أيْ: مُطعِينَ. وَقَوْلُهُ: ﴿كَانَ أُمَّةً قَانِتًا﴾ (٥٥) أَيْ: مُطِيعًا. قَالَ ابْنُ الأنْبَارِىِّ (٥٦): القُنُوتُ يَنْقَسِمُ عَلَى أرْبَعَةِ أقْسَامٍ: الصَّلَاةُ، وَطُولُ الْقِيَام، وَإقَامَة الطَّاعَةِ، وَالسُّكُوت. وَمِنْهُ قَوْلُ زَيْدِ بْن أرْقَمَ: "كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلَاةِ حَتَّى نَزَلَتْ ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ فَأمْسَكْنَا (٥٧). وَأمَّا طُولُ الْقِيَامِ، فَمَا رُوِىَ أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ سُئِلَ عَنْ أفْضَلِ الصَّلَاةِ، فَقَالَ: "طُولُ الْقُنُوتِ" أَيْ: الْقِيَامِ (٥٨). قَوْلُهُ (٥٩): "لَيْسَ التَّفْرِيطُ فِي النَّوْمِ" التَّفْرِطُ: هُوَ التَّضْيِيعُ وَالتَّقْصِيرُ، قَالَ ابْنُ عَرَفَة (٦٠): هُوَ تَرْكُ الشَّىْءِ حَتَّى يَمْضىَ وَقْتُ إمِكَانِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ إلَى وقْتٍ يَمْتَنِعُ فِيهِ، يُقَالُ: "فَرَّطَ" بِالتَّشْدِيِد: إذَا قَصَّرَ (٦١)، وَ"فَرَطَ" بالتَّخْفِيفِ: إذَا تَقَدَّمَ (٦٢): وَ"أفْرَطَ": إذَا جَاوَزَ الْحَدِّ (٦٣).

(٤٧) شرح القصائد السبع الطوال ٤٤٢ قال ابن الأنباري. وعصرا معناه عشيًا، وإنَّما سميت الصّلاة عصرا؛ لأنّها في آخر النهار. (٤٨) العين والمحكم وتهذيب اللغة ٢/ ١٣، ١٤ واللسان (عصر ٢٩٦٨) والمصباح (عصر). (٤٩) ................................... (٥٠) عبد الله بن زيد بن عمرو محدث ثقة توفى سنة ١٠٤ هـ ترجمته في أسد الغابة ٦/ ٣٨٥ وطبقات ابن سعد ٧/ ١٨٣ وتهذيب التهذيب ٥/ ٢٢٤. (٥١) في تهذيب اللغة ٢/ ١٤: والعصر الحبس وسميت عصرا؛ لأنّها تعصر أى: تحبس عن الأولى. وفي اللسان: الصلاة الوسطى: صلاة العصر وذلك لأنّها بين صلاتى النهار وصلاة الليل والعصر الحبس وسميت عصرا لأنّها تعصر أى تحبس عن الأولى. (٥٢) في العين ١/ ١٤ والعشاء: أول ظلام الليل. قال ابن سيده: وقيل: هو من صلاة المغرب الى العتمة المحكم ٢/ ٢٠٦، وفى تهذيب اللغة ٣/ ٥٩: وصلاة العشاء: هى التى بعد صلاة المغرب ووقتها: حين يغيب الشفق. وعن النضر: العشاء حين يصلي الناس لعتمة. (٥٣) في المهذب ١/ ٣٥: ولا قنوت إلا في الصبح. (٥٤) سورة البقرة آية: ٢٣٨. (٥٥) سورة النحل آية: ١٢٠. (٥٦) في الزاهر ١/ ١٦٣. (٥٧) السابق وغريب أبى عبيد ٣/ ١٣٤ وغريب الخطابى ١/ ٦٩١ واللسان (قنت ٣٧٤٧). (٥٨) صحيح مسلم ٢/ ١٧٥ وغريب الحديث ٣/ ١٣٣ والزاهر ١/ ١٦٤. (٥٩) في المهذب ١/ ٥٣: لقوله ﷺ: "ليس التفرط في النوم إنما التفريط في اليقظة، أن يؤخر الصّلاة حتى يدخل وقت صلاة أخرى" والحديث في تحفة الأحوذى ١/ ٥٢٧. (٦٠) إبراهيم بن محمّد بن عرفة بن سليمان بن المغيرة - نفطويه النحوى اللغوى توفى منة ٣٢٣ هـ. ترجمته في معجم الأدباء ١/ ٢٥٦ وإنباة الرواة ١/ ١٧٨. (٦١) كذا في المصباح (فرط) واللسان (فرط ٣٣٩٢) والنهاية ٣/ ٤٣٥ ومجاز القرآن ١/ ١٩٠، ١٩١. (٦٢) ذكره ابن السكيت في إصلاح المنطق ٦٧، ٦٨، وغريب أبي عبيد ١/ ٤٤، ٤٥ ومنه حديث "أنا فرطكم على الحوض" والفائق ٣/ ٩٧ والنهاية ٣/ ٤٣٤ واللسان (فرط ٣٣٨٩). (٦٣) المصباح (فرط) واللسان (فرط ٣٣٩١) والنهاية ٣/ ٤٣٤.

1 / 55