في الكذب، أو ينسبون الصادق إلى الكذب، وذلك أشنع الكذب.
ولما أخبر تعالى عن بواطنهم أتبعه من الظاهر ما يدل عليه فبين أنهم إذا نهوا عن الفساد العام ادّعوا الصلاح العام بقوله: ﴿وإذا قيل لهم﴾ وبناؤه للمجهول إشارة إلى عصيانهم لكل قائل كائنًا من كان ﴿لا تفسدوا في الأرض﴾ أي بما نرى لكم من الأعمال الخبيثة، والفساد انتقاض صورة الشيء. قاله الحرالي، ﴿قالوا﴾ قاصرين فعلهم على الصلاح نافين عنه كل فساد مباهتين غير مكترثين ﴿إنما نحن مصلحون﴾ والإصلاح تلافي خلل الشيء. قاله الحرالي.
ولما كان حالهم مبينًا على الخداع بإظهار الخير وإبطان الشر وكانوا يرون إفسادهم لما لهم من عكس الإدراك إصلاحًا فكانوا يناظرون عليه