Nazariyyat Tatawwur Wa Asl Insan
نظرية التطور وأصل الإنسان
Genres
وقلما يتشابه اثنان من الأورانج في حجم الرأس، ولكن رأس طفل الأورانج يشبه رأس الإنسان، ووجه طفله يشبه الوجه الصيني بين الناس.
وعدد أضلاعه يساوي أضلاع الإنسان، وليس للأورانج فلكة كما هو الحال في الإنسان والشمبنزي (والفلكة هي اللحمة المتدلية من منتهى الحنك وتقع عند أصل اللسان). (الأورانج أوتان في عشه)
ويعيش الأورانج منفردا في أعالي الأشجار، ولا يعايش الأنثى إلا وقت التلاقح، وطريقة التلاقح هي الطريقة البشرية، البطن يلي البطن، وعضو التناسل عند الذكر قصير غليظ يشبه عضو التناسل عند الإنسان الصيني، وإذا سارت الأنثى صحبها على الدوام واحد أو اثنان من أولادها؛ أحدهما رضيع، والآخر طفل يمشي، وهي لا تتئم وإنما تلد طفلا واحدا، ولا يبلغ الطفل ويكتمل نموه قبل الثالثة عشرة أو الخامسة عشرة.
وإناث القردة تحيض مثل أنثى الإنسان، وهذا بخلاف إناث سائر الحيوان التي لا تحيض أبدا، وليس الأورانج لبق الحركة خفيفا في تنقله على الأشجار، وإنما يتحرك بروية وتفكير، حتى يتوهم الناظر إليه أنه مرتبك، وهو يقفز من غصن إلى غصن كما يفعل البهلوان، وعندما يرغب في الانتقال من شجرة إلى أخرى يجمع في يده بعض الغصون، ثم يتحقق من متانتها ويقذف نفسه على الشجرة الأخرى. (عشان من عشاش الأورانج أوتان)
أما على الأرض فيمشي مشيا سيئا، وهو يعتمد على يده كأنها عكازه، وإذا كانت الأرض مكشوفة فإن الإنسان يدركه في السباق، وهو في مشيته يشبه رجلا مسنا قد توكأ على عكازته، ولكن قلما ينزل الأورانج من الأشجار إلا مضطرا.
وإذا أراد الأورانج أن يشرب ملأ كفه وشرب، فهو لا يضع فمه على المجرى مباشرة كما يفعل الحيوان.
وليس لعشه سقف، بل هو أشبه بمقعد منه بعش، وهو ينام عليه في الليل، فإذا كان النهار انسطح عليه وبسط ذراعيه على الغصون التي فوقه، وهو يأكل الجوز وبعض أوراق الشجر، ووجبته هي الغداء في الظهر.
وهو شرس متوحش إذا أسر وهو كبير، ولكنه وديع لطيف إذا استؤنس وهو صغير، ولكنه قلما يعيش إلى سن البلوغ في الأسر، وهو يفر من الإنسان، إلا أنه إذا وجد الطريق مسدودا وتحقق من الوقوع دافع عن نفسه وحمل على من أغار عليه، وربما قتله، وهو يدافع عن نفسه بيده وأسنانه الحادة، وقد وجد بين ما صيد منه في بورنيو عدد كبير قد فقد بعض أصابعه فيما دار بينه وبين خصومه من القتال.
وإذا قعد الأورانج اتخذ هيئة بوذا؛ أي الهيئة الصينية، فيقعد على أليتيه ويطوي ساقيه أمامه أفقيا، وخطوط كفه أيضا تشبه خطوط كفوف المغول؛ كالصينين والتتار، وتختلف عن خطوط الكفوف عند الأوربيين والإفريقيين وقردي إفريقيا؛ الشمبنزي والغوريلا.
مسألة الدماغ البشري
Unknown page