Nazarat Fi Zaydiyya
نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه
Genres
وإن كنت بالشورى ملكت أمورهم .... فكيف بهذا؟! والمشيرون غيب وصدق أمير المؤمنين فإن كانت حجة أبي بكر على استحقاق الخلافة حين احتج على الأنصار هو أنه من قرابة الرسول صلى الله عليه وآله فإن غيره أقرب إلى الرسول صلى الله عليه وآله، وإن احتج على خلافته بالشورى فأين الشورى ولم يحضر ذلك الموقف سوى اثنين من المهاجرين عمر وأبو عبيدة وثالثهم أبو بكر كما ذلك معروف.
نعم، كل هذه الحجج التي يستدل بها على خلافة أبي بكر من إمامة الصلاة، وإجماع الصحابة، والقرابة، والشورى، توضح لنا أن الخلافة لا يستحقها أحد، ولا تنبغي لأحد إلا بدليل شرعي.
وعلى ذلك بنيت خلافة أبي بكر عندهم، فإذا بطلت أدلتهم على خلافته كما أوضحنا بطل ما بني عليها وبقي استحقاق الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وآله لمن قامت الدلالة الصحيحة على استحقاقه.
الذي يذهب إليه أئمة العترة عليهم السلام أن حكم من خالفهم في المسائل التي يجب العلم بها كحكم من شاق الله ورسوله واتبع غير سبيل المؤمنين، وقطع ما أمر الله به أن يوصل، وهذا هو الذي تقتضيه الأدلة الشهيرة نحو حديث الثقلين، وحديث السفينة وغيرهما من الأحاديث التي لا تدخل تحت الحصر لكثرتها.
وذكر السيد حميدان في مجموعه بعد التدليل على هذه المسألة أقوال الأئمة التي تدل على هذه المسألة من عند أمير المؤمنين إلى زمانه، وتركنا ذكرها اختصارا، ومن أرادها فعليه بهذا الكتاب.
Page 92