Naẓarāt fī malāmiḥ al-madhhab al-Zaydī wa-khāṣāʾiṣih
نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه
Genres
Qur’an
Your recent searches will show up here
Naẓarāt fī malāmiḥ al-madhhab al-Zaydī wa-khāṣāʾiṣih
Muḥammad b. ʿAbd Allāh ʿAwaḍ al-Muʾayyidīنظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه
Genres
وفي بعض ما تلونا دعوة إلى النظر في مشاهد هذا الكون، وصيحات تنبه الغافلين، وتوقظ النائمين، استيقظوا، انظروا، تلفتوا، تفكروا، تدبروا أن هنالك إلها ومدبرا، إن وراء ذلك قدرة عظيمة، ومدبرا حكيما، فكأنما كانت هذه الآيات في هذا الجزء يد قوية تهز الغافلين، وتوجه أنظارهم وقلوبهم إلى هذه الخلائق العجيبة التي تنادي بما وراءها من التدبير والتقدير.
نعم، مركوز في الفطرة أن المسببات مربوطة بأسبابها، وأن الحوادث ناتجة عن فاعلها، ومن هنا قال تعالى: ((أفرأيتم ما تمنون (58) أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون)) [الواقعة:58-59]، ((أفرأيتم ما تحرثون (63) أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون)) [الواقعة:63-64]، ((أفرأيتم الماء الذي تشربون (68) أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون)) [الواقعة:68-69].
أما وجود الأشياء من غير موجد ألبتة فذلك مرفوض عند العقل، ولا تقبله الفطرة، وعلى هذا أهل الملل بأسرها، وإنما اختلفوا في الذي ترتب عليه الوجود.
فمنهم من قال: طبيعة، ومنهم من قال: عقل، ومنهم من قال: إنه نجم، ومنهم من قال: إنه علة، ومنهم من يقول: إنه فاعل مختار.
Page 7