Nayazik Fi Tarikh
النيازك في التاريخ الإنساني
Genres
وفي يونيو عام 1937م، اكتشفت فوهة «بوكسهول» على الحدود الشمالية من أستراليا، التي يبلغ قطرها حوالي 175 مترا. ووجدت حولها قطع من النيزك الذي أحدثها. وفي عام 1938م، تأكد الأصل النيزكي لفوهة «دالارينجا» الصغيرة، التي يبلغ قطرها حوالي 21 مترا، والتي لوحظت في عام 1923م بغرب أستراليا، ولم يثبت أصلها النيزكي في ذلك الوقت المبكر نسبيا.
10
وفي يونيو عام 1947م، شوهدت فوهة «ولف جريك» بغرب أستراليا، فيما يبدو بواسطة عمليات التصوير الجوي. وتأكد أصلها النيزكي من خلال الدراسة التي ظهرت في عام 1948م، وأوضحت وجود قطع من حديد نيزكي متغير، عرف بالحديد الطفلي، يحتوي على نسبة عالية من النيكل، وهو ما يؤكد أنها تمثل بقايا شظايا نيزك حديدي، متناثرة حول الفوهة، وعلى الجانب الجنوبي الغربي منها تحديدا. وتعتبر هذه الفوهة ثاني أكبر فوهة مؤكدة ، بعد فوهة «بارينجر»، حيث يصل قطرها إلى حوالي 850 مترا، وعمقها حوالي 160 قدما.
ويعتبر ما حدث في 12 فبراير عام 1947م، الحدث الأكبر في تاريخ دراسة نيازك الفوهات (النيازك الضخمة التي تحدث الفوهات)، حيث سقط نيزك ضخم على سيبريا، وتشظى في الجو إلى آلاف القطع المختلفة الأحجام، التي ارتطمت بالأرض وأحدثت عددا كبيرا من الحفر المختلفة الأحجام. ووفر هذا الحدث للباحثين فرصة طيبة لدراسة الفوهات النيزكية المؤكدة، والنيازك الكبيرة التي تحدث الفوهات. ولم يساور أحد الشك فيه، حيث إنه شوهد أثناء سقوطه.
وفي عام 1964م اكتشف موقع فوهات «موراسكو» ببولندا، الذي يشمل حوالي 8 حفر وفوهات صغيرة، أكبرها يبلغ قطرها حوالي 100 متر، بمصاحبة عدد من قطع الحديد النيزكية.
وفي عام 1975م، نشر الباحث الدنماركي الشهير «فاجن بوشوالد»، كتابه القيم عن النيازك الحديدية، وجاء فيه ذكر فوهة «مونتوراكوي»، بصحراء أتاكاما، شيلي، التي يبلغ قطرها 370 مترا، وما يصاحبها من قطع نيزك حديدي، ينتمي إلى نيازك «الأوكتاهيدريت». مما أدى إلى اعتبار هذه الفوهة، ضمن الفوهات المؤكدة.
11
ويبلغ عدد مواقع الفوهات النيزكية المؤكدة حوالي 13 موقعا.
فوهة منطقة جبل كامل النيزكية
تقع فوهة منطقة جبل كامل النيزكية في الجانب الجنوبي الغربي من الصحراء الغربية، داخل الحدود المصرية. وتقع على بعد حوالي 100كم شرق جبل العوينات، وعلى بعد 300كم إلى الغرب من منطقة شرق العوينات. وقد سميت بهذا الاسم نظرا لقربها من جبل كامل، الذي يعتبر من المعالم الطبوغرافية المميزة في المنطقة المحيطة بالفوهة. واكتشفت الفوهة في نهاية 2008، عن طريق صور الأقمار الصناعية. وفي فبراير عام 2010م زار فريق من الباحثين المنطقة، وتأكد من الأصل النيزكي للفوهة، التي تعتبر الأولى من نوعها في مصر وأفريقيا. والفوهة دائرية إلى بيضاوية الشكل، يبلغ قطرها حوالي 40م، وعمقها حوالي 10م. تغطيها جزئيا الرمال السافية، التي تحملها الرياح السائدة في المنطقة، مما يؤكد أنها تكونت من زمن كبير نسبيا، وليس من وقت قريب. وتظهر النتائج المبدئية أن الفوهة نشأت عن ارتطام نيزك حديدي كبير بالمنطقة، من حوالي 2000 إلى 5000 عام من الوقت الحاضر. وقد أتى النيزك من اتجاه الشمال الغربي، بزاوية مائلة ، ولم يسقط عموديا على الأرض. وسقط النيزك الحديدي على صخور من الحجر الرملي، فحطمها ونثرها بعيدان وحفر مكانها هذه الحفرة. وتحطم النيزك ذاته من تأثير الحرارة العالية والضغط العالي الذي تولد عن عملية الارتطام. وقد تبخر جزء كبير من النيزك من الحرارة العالية. وتنتشر حول الفوهة آلاف الشظايا النيزكية الحديدية، التي تختلف أحجامها من بضعة مليميترات إلى عدة سنتمترات.
Unknown page