47

Nayazik Fi Tarikh

النيازك في التاريخ الإنساني

Genres

يورد الخزرجي في كتابه «العقود اللولئية في تاريخ الدولة الرسولية» خبر انقضاض كوكب كبير في شوال من هذه السنة:

106 «... وفي ليلة الاثنين التاسع من شوال انقض كوكب عظيم من ناحية الجنوب إلى ناحية الشمال وقت صلاة العشاء، فكان له ضوء عظيم زائد على ضوء القمر زيادة كثيرة، وبعد مغيبه بقليل وقعت هدة عظيمة حتى سمعت أن بعض العقلاء قام من موضعه فزعا مرعوبا يظن أن منزله قد انهدم أو انهدم بعضه من شدة ما سمع.» وهذا الوصف ينطبق على سقوط النيازك الضخمة، التي تحدث الفوهات النيزكية في مواضع ارتطامها بالأرض.

سنة 802ه

يذكر الخزرجي في كتابه «العقود اللؤلئية في تاريخ الدولة الرسولية»، ضمن ما أورده من أحداث وقعت في هذه السنة:

107 «... وفي يوم السبت الخامس والعشرين من جمادى الأخرى وقعت رجفة عظيمة نصف النهار، وانقض كوكب يحكي من رآه أنه كان على هيئة القمر فانهدمت حينئذ مواضع كثيرة في الجبال.» وهذا تسجيل قيم من الوجهة العلمية، خاصة وأن المؤلف عاصر الحدث بنفسه، ولم ينقله عن كتاب سابقين، كما هو الحال في أغلب تسجيلات أحداث النيازك. وفي قوله في هذا الحدث: «وانقض كوكب يحكي من رآه أنه كان على هيئة القمر فانهدمت حينئذ مواضع كثيرة في الجبال.» - فيه إشارة واضحة إلى أنه يصف حادثة سقوط نيزك كبير، على الأراضي اليمنية، أثر على الأرض في منطقة السقوط، وتسبب في تصدع وهدم أجزاء من المنطقة الجبلية التي سقط عليها. ويتوافق تأثير الجسم على الأراضي التي سقط عليها، مع وصف حجم الجسم الساقط الذي بدا - في نظر من رأوه - على أنه كان على هيئة القمر. كما يضيف المؤلف حدثا آخر وقع في شهر شعبان من نفس السنة، ربما تكون له دلالات مهمة على تأثير ارتطام النيازك بالأرض؛ إذ يورد:

108

وفي يوم الاثنين العاشر (من شهر شعبان سنة 802ه) وقعت رجفة شديدة. وأخبرني الفقيه تقي الدين عمر بن أحمد بن عبد الواحد قال: بينما أنا وجماعة من الرعية في رأس الوادي زبيد وقت الضحى الأول إذ حصلت رجفة شديدة وكان أحد عمالة النخل حينئذ على نخلة عندنا هناك فكادت النخلة تسقط بالعامل. وكان قد انقض نجم قبل ذلك بساعة من ناحية المغرب إلى المشرق فوقع بين جبلين هناك فاشتعلت النار حينئذ موضعه ثم حصلت الرجفة بعده بقليل.» فهذا الوصف يربط بين سقوط النيازك الضخمة وما يترتب على ذلك من انزلاقات أرضية، لا تقتصر فقط على لحظة الارتطام، بل قد تظهر بعد حدوث الارتطام بوقت قصير أو طويل. ويبقى الأمل معقودا على المساحة الجيولوجية اليمنية في تحري هذا الحدث، الذي حدد المؤلف موقعه وتاريخه، فربما يتم الكشف عن ظاهرة نيزكية فريدة من نوعها.

سنة 910ه

يورد العيدروس (عبد القادر بن شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس)، في كتابه «النور السافر عن أخبار القرن العاشر»، ضمن أحداث هذه السنة:

109 «... وفيها انقض كوكب عظيم وقت العشاء من اليمن في الشام عرض مدينة زبيد وتشظى منه شظايا عظيمة. ثم حصلت بعده هزة عظيمة. ولا حول ولا قوة إلا بالله.» ويورد ابن العماد نفس الحدث ضمن أحداث ذات السنة:

Unknown page