كان معن بن زائدة يوما في الصيد فعطش فلم يجد مع غلمانه ماء، فبينما هو كذلك وإذا ثلاث جوار قد أقبلن حاملات ثلاث قرب فسقينه، فطلب شيئا من المال مع غلمانه فلم يجده، فدفع لكل واحدة منهن عشرة أسهم من كنانته نصولها من ذهب، فقالت إحداهن: ولكن لم تكن هذه الشمائل إلا لمعن بن زائدة، فلتقل كل واحدة منكن شيئا من الأبيات فقالت الأولى:
يركب في السهام نصول تبر
ويرمي للعدا كرما وجودا
فللمرضى علاج من جراح
وأكفان لمن سكن اللحودا
وقالت الثانية:
ومحارب من فرط جود بنانه
عمت مكارمه الأقارب والعدى
صيغت فصول سهامه من عسجد
كي لا يفوته التقارب والندا
Unknown page