244

Nawadir Kiram

نوادر الكرام

Genres

أتي المنصور برجل أذنب فقال: إن الله يأمر بالعدل والإحسان فإن أخذت في غيري بالعدل فخذ في الإحسان؛ فعفا عنه.

قال الشعبي لابن بسرة وقد كلمه في قوم حبسهم: إن حبستهم بالباطل فالحق يخرجهم وإن حبستهم بحق فالعفو يكفهم، فأمر بإطلاقهم.

قال رجل لمعن: ما على المذنب أكثر من الرجوع فهل على من لم يذنب أكثر من الاعتذار.

وقال الرشيد لمذنب: لأضربنك حتى تقر بالذنب، فقال: هذا خلاف ما أمر الله تعالى به لأنه أمر أن يضرب الناس حتى يقروا بالإيمان وأنت تضربني حتى أقر بالكفر، فخجل الرشيد وعفا عنه.

انقطع عبد الملك عن أصحابه فانتهى إلى أعرابي فقال: أتعرف عبد الملك؟ قال: نعم جائر بائر، قال: ويحك أنا عبد الملك، قال: لا حياك الله ولا بياك ولا قربك، أكلت مال الله وضيعت حرمته، قال: ويحك أنا أضر وأنفع، قال: لا رزقني الله نفعك ولا دفع عني ضرك، فلما وصلت خيله علم صدقه، فقال: يا أمير المؤمنين اكتم ما جرى فالمجالس بالأمانة.

عثر جعفر بن سليمان برجل سرق درة فباعها فلما بصر بالرجل استحيا ، فقال له: ألم تكن طلبت هذه الدرة مني فوهبتها لك، فقال: نعم فخلى سبيله.

كان ركن الدولة يوما في الدار بحيث لا يرى، فدخل فراش فرأى طاسا من ذهب ولم يكن بصر به أحد فتناوله وخرج، فرآه ركن الدولة ولم يعلم به، فلما استقصى عليه الخدم قال: دعوه فإن من أخذه لم يأخذه على أن يرده ورائية لا يريد أن يذكره، فبينما كان الفراش يوما يصب ماء على يده وعليه ثياب فاخرة، قال له ركن الدولة: هذه الثياب من ذلك الطاس، وكان الفراش صبورا، فقال: نعم أيها الأمير، وغير ذلك من أثر النعم، فعفا عنه.

قال غلام هاشمي أراد عمه أن يجازيه لسهو منه: يا عم إني قد أسأت وليس معي عقلي فلا تسيء ومعك عقلك.

اعتذر رجل إلى المنتصر، فقال: أتراني أتجاوز بك حكم الله؟ حيث يقول:

وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما (الأحزاب: 5).

Unknown page