كما فضل البقاع على البقاع
غدت تثني على علياك لما
ضمنت لربها نجح المساعى
قدمت ولا برحت مدى الليالي
سعيد الجد ذا أمر مطاع
البحتري وأبو تمام
قال البحتري: قال لي أبو تمام: بلغني أن بني حميد أعطوك مالا جليلا فبم مدحتهم؟ فانشدني شيئا منه، فأنشدته، فقال لي: كم أعطوك؟ فقلت: كذا، فقال لي: لقد ظلموك وما وفوك حقك، والله فإن بيتا منها خير مما أخذت، ثم أطرق قليلا فقال: لعمري لقد مات الكرم وذهب الناس وغاضت المكارم وكسدت أسواق الأدب، أنت والله يا بني أمير الشعراء، غدا بعدي، فقمت فقبلت رأسه ويديه ورجليه، وقلت: والله إن هذا القول أسر إلي مما وصل منهم.
طاهر بن محمد والبحتري
من أخبار البحتري أنه كان بحلب شخص يقال له طاهر بن محمد الهاشمي مات أبوه وخلف له مقدار مائة ألف دينار فأنفقها على الشعراء والزوار في سبيل الله، فقصده البحتري من العراق فلما وصل إلى حلب، قيل له: إنه قعد في بيته لديون ركبته، فاغتم البحتري لذلك غما شديدا وبعث المدح إليه مع بعض مواليه، فلما وصلته ووقف عليها بكى ودعا بغلام له، وقال: بع داري، فقال له: أتبيع دارك وتبقى على رءوس الناس، فقال: لا بد من بيعها، فباعها بثلاثمائة دينار، فأخذ صرة وربط مائة دينار وأنفذها إلى البحتري وكتب إليه معها رقعة فيها هذه الأبيات:
لو يكون الحباء حسب الذي أن
Unknown page