فضحك القائد وأعجب بنباهة محدثه وخفة روحه ورقاه كما طلب إلى رتبة قائمقام. •••
نشرت الصحف صورة الجنرال جوفر يقلد جنديا فرنسويا بسيطا نشان «الصليب الحربي» الجديد في ميدان الحرب وهو يهز يد الجندي مصافحه ويخاطبه قائلا: «أنعم بك من بطل صغير شجاع!» (مون براف بتيت سولداه) ووراءهما العلم الفرنسوي مرفوعا، ومما لا مشاحة فيه أن الجندي مهما عظمت رتبته في الجيش فلا شيء أشهى إلى قلبه من تقليده نشان الافتخار الذي يرمز إلى شجاعته وبسالته في ساحة الحرب، ويبقى ذخرا له ولعائلته من بعده وهو دليل على صدق عزيمة حامله وتفانيه في خدمة أمته ووطنه. •••
بين معلم وتلميذ: أخذ أحد المعلمين بإحدى مدارس فرنسا يشرح لتلاميذه معنى كلمة «نادر» وبعد أن فسرها لهم طلب من أحدهم أن يذكر لهم الشيء الأكثر ندورة فأجاب التلميذ، الآباء؛ لأنهم قتلوا في الحرب. •••
قنبلة تكمل دور موسيقى: لما استولى الألمان على إحدى مدن الأرجون رأى قائدهم أن يوهم سكان المدينة بعظمة الألمان فأمر الموسيقى أن تصدح بأنغامها الألمانية في ساحة البلدة، وما زالت الموسيقى تصدح حتى أتت على آخر البروجرام، وبينما هي تعزف بالسلام الإمبراطوري إذا بقنبلة سقطت عليهم من طيارة فرنسوية فانفجرت وأطارت رجال الموسيقى وقذفت بمدير الجوق إلى الجو، وقد نشرت الصحف صورة ذلك المشهد المبكي المضحك وشر البلية ما يضحك. •••
روى جندي أسترالي من الجرحى الذين قدموا من شبه جزيرة غاليبولي الحادثة التالية:
بقينا عدة أيام نحارب ونقاتل وكان الحر شديدا فاتسخت أجسامنا واشتد اشتياقنا إلى حمام ماء بارد ينعشنا - فانتدبنا رفيقا لنا في قسم المئونة وكلفناه البحث عن برميل قديم كبير فعثر على برميل، وجئنا صباح يوم لم يطلق العدو فيه نارا وكان على ما يظهر يوم هدنة فملأنا البرميل ماء وكنا أربعة، فكنا كل واحد منا يطلب الاستحمام قبل الآخرين إلى أن اتفقنا أن نقترع على ذلك، فكنت أنا الأول فنزعت ملابسي في الحال وغطست في البرميل، وكان سروري عظيما لأنني شعرت براحة وارتياح وبينما أنا كذلك إذا العدو، فاجأنا بناره فصارت القنابل تنهال علينا من كل صوب، وبادر رفقائي إلى الفرار واضطررت مرغما أن أصعد من البرميل طالبا النجاة بحياتي عريانا حاملا ملابسي على يدي، ولحسن الحظ لم يصب أحد منا بسوء، وكان ضحك رجال الفرقة علي شديدا وأخذ كل منهم يسألني: عسى أن تكون قد سررت باستحمامك يا جان. •••
وقف ضابط أمام عساكر فرقته في حرب، وقال: إني أريد اثني عشر رجلا من ذوي البأس والعزيمة بينكم للقيام بمهمة خطيرة، فلم يجاوبه أحد من العساكر فأعاد السؤال ثلاث مرات بدون أن يفوه أحدهم بكلمة حتى ظن ذلك جبنا منهم، وقال لهم: هل أصابكم صمم فلم تعودوا تسمعون كلامي؟ فانبرى من بينهم عسكري وقال: نحن كلنا آذان ولكنا جميعا من ذوي البأس والعزيمة؛ فخذ منا من شئت لقضاء المهمة ولا تحقرنا بمثل سؤالك. •••
أنبأتنا الصحف عن كيفية معيشة الجنود في الخنادق وطرقهم في القتال والدفاع، وقد صورت إحدى الجرائد على إثر افتتاح مجلس النواب في باريس - جنودا من الفرنسويين يسيرون «زحفا على بطونهم» وأحدهم يقول لرفقائه: بينما نحن زاحفون على بطوننا الآن يتبجح خطباؤنا من أعلى المنبر في مجلس النواب أننا كلنا «واقفون» للدفاع عن الوطن! •••
غريبة حربية: قص علينا أحد القادمين من سورية قصة غريبة في بابها قال: توفي المرحوم الدكتور شاكر الخوري الطبيب المعروف والكاتب المشهور عن ثلاثة أبناء وابنة، وقد تعلم الولدان الكبيران الطب والثالث طب الأسنان واقترنت البنت بتاجر سوري في باريس، فلما شبت الحرب بين دول الحلفاء وتركيا كان الأولان يتعاطيان صناعة الطب في لبنان والثالث وشقيقته في باريس، ثم هاجم الحلفاء الدردنيل واشتدت حاجة الجيش العثماني إلى الأطباء فسيق معظم الأطباء السوريين إلى الدردنيل وفي جملتهم الطبيبان المذكوران.
وتطوع الولد الثالث وشقيقته للخدمة في جمعية الصليب الأحمر الفرنسوي فقبلا فيها وأرسلا إلى شبه جزيرة غليبولي حيث اجتمع الأخوة الثلاثة وأختهم ولكن في جيشين متعاديين يقاتل أحدهما الآخر قتالا صادقا ويحاربه حربا عوانا. •••
Unknown page