لا نعجز من الاتفاق معهم على بعض مرافق البلاد! •••
بينما كان جندي إنكليزي ينقل رسائل حربية على دراجته الموتوسيكل ويسير بسرعة فائقة تحت وابل من القنابل والمقذوفات في مقاطعة إيبر سقطت قنبلة شربنل في طريقه وانفجرت فاتحة ثغرة كبيرة في الأرض، فلم يتسن للجندي تحويل دراجته عن خط سيرها فانحدرت بقوة في الهوة وكادت تتحطم، على أن زخمها الشديد دفع براكبها خارجا فنجا بأعجوبة سموية بعد أن نظر الموت بعينيه ولم يصب بمكروه، ولم تصب الدراجة بعطل يذكر. •••
القتال في الهواء وعلى وجه الأرض: طار الكبتن جيرار في طيارة مستصحبا معه مهندس عدة الطيارة قاصدين استطلاع مواقع الألمان لأخبار الفرنسويين بها، ثم نزلا إلى الأرض واتفق أن نزولهما كان بقرب طليعة من طلائع الألمان فأسرع فرسانها للإحداق بهما وأسرهما في طيارتهما، فما كان من المهندس إلا أن أدار دفة الطيارة فطارت ولكنها لطمته في بطنه لطمة ألقته على الأرض مكبا على وجهه، والعادة أنه يتبع كل طيارة سيارة عسكرية تجري على وجه الأرض حاملة عدة أخرى ودفات تستعملها الطيارة مكان ما يتعطل فيها، فبادر الفرنسويون الذين فيها وأصعدوا المهندس إلى سيارتهم وهم يطلقون رصاصهم على الألمان ويطلق مسدسه عليهم حتى حولوا نيرانهم إليه وشغلهم عن مهندسه، وبذلك نجا الطيار والمهندس وسائر من في السيارة بعدما جندلوا فارسين من الألمان على بساط الصحصحان. •••
كان طيار إنكليزي يستطلع فوق معسكر الألمانيين في شمال فرنسا فشاهد أوتوموبيلا يروح ويجيء بسرعة فائقة فعلم أن ذلك الأوتوموبيل ينقل أوامر رئاسة أركان الحرب الألماني فتربص له في طيارته حتى إذا عاد من المعسكر قاصدا مركز الرئاسة ضبط سرعة الطيارة على سرعة السيارة، ثم انقض عليها بطيارته وصوب بندقية رشاشة نحوها، وأخذ يصب رصاصها على من فيها فقتل منهم ثلاثة رجال، ثم عاد من حيث أتى. •••
وداد كلب: لما احتل الألمان قرية «فالي» في مقاطعة الآين بفرنسا أمطروها نارا من مدافعهم فتهدمت أكثر بيوتها وأصبح بعضها طعمة للنيران، وحدث أن أحد المنازل المتهدمة هجره أهله قبل قدوم الأعداء تاركين وراءهم كلبهم، فلم يطق الكلب فراق البيت واللحاق بهم بل وقف يحرس ما بقي من أنقاضه وهو ينبح نباحا محزنا كأنه عالم بما آلت إليه حال تلك القرية. •••
مهندس يستبسل: لما عبرت الجنود البريطانية نهر الآين في تقهقرها عبرت على جسر (كبري) على ذلك النهر، ثم أمر القائد بنسف ذلك الجسر حتى لا يعبر الألمان عليه وراءهم؛ فجعل المهندسون الملكيون يقتحمون الجسر ليولعوا فتيلة اللغم الذي ينسفه فتطيرهم قنابل مدافع الألمان أو يشوبهم رصاصهم، وكلما قتل منهم واحد تلاه آخر حتى قتل منهم أحد عشر مهندسا، فما كان من الثاني عشر إلا أن حمل حملة مستبسل مستقتل ورصاص الألمان يهطل عليه وقنابلهم تنصب حوله من كل جهة حتى وصل إلى الفتيلة فأولعها وتفرقع اللغم فدك الجسر دكا وقتل ذلك البطل مشويا برصاص الألمان شيا. •••
التحام الفرنسويين والألمان: كان في فرنسا قصر قديم يسمى «شاتو دومندمان» يبعد نحو أربعة أميال عن بلدة سيزان التي اشتهرت في معارك نهر المارن، ومن سوء حظ أصحاب هذا القصر أنه واقع في موقع حربي عظيم الشأن فلذلك التحم عليه الفرنسويون والألمان التحاما قلما سبق له نظير في غابر الزمان؛ فقد احتله الفرنسويون في بادئ الأمر وجعلوا يقاتلون أعداءهم منه، ثم حمل عليهم الألمان فأخرجوهم منه وحلوا محلهم فيه، فسدد الفرنسويون مدافعهم إليه واصلوا الألمان نارا حامية، ثم حملوا عليهم حملة صادقة وأخرجوهم منه بحد السيف ورءوس الحراب، ولكنهم ما لبثوا أن عادوا إليه وامتنعوا فيه حتى حمل عليهم الألمان حملة منكرة وطردوهم منه، ثم جمع الفرنسويون شملهم وهجموا عليه مستقتلين فطردوا الألمان منه بعد قتال يشيب الولدان، فانتقل القصر في يوم واحد أربع مرات من يد خصم إلى آخر حتى ولى الألمان الأدبار متقهقرين إلى جبال أرجون جنوبا بشرق، كما تقهقرت سائر جيوشهم في ذلك اليوم وهو آخر أيام القتال على نهر المارن وبات ذلك القصر الباذخ مخرقا تخريقا بكرات المدافع وردما وأطلالا من أثر ما شب فيه من النيران. •••
قالت إحدى الصحف الأمريكية مشيرة إلى هدم الألمان الكنائس، يحسن ببناة الكنائس في أوروبا بعد الذي جرى في هذه الحرب أن يدرعوها كما تدرع الحصون والبوارج الكبرى. •••
بناء كبري (جسر) تحت نيران المدافع: قص عسكري إنكليزي القصة التالية قال: «وصلنا إلى نهر الأين صبيحة أول سبتمبر سنة 1914 فوجدنا أن الكباري (الجسور) المبنية عليه قد نسفت كلها ما عدا واحدا، فأسرع المهندسون منا إلى تركيب كبري نقال من الخشب مكان واحد منها وكانت عساكر الألمان راصدة لنا في مكان يخفيها عنا فترانا منه ولا نراها، فكلما ركب المهندسون منا طوقا أطاره الألمان بمدافعهم وقتلوهم بقنابلهم وحل مهندسون آخرون غيرهم محلهم ليتموا عملهم، وهكذا حتى امتلأ النهر بأشلاء القتلى وبالجرحى الذين كانوا يخبطون بدمائهم وسط الماء وننتشلهم تحت النيران المهلكة، وما زلنا كذلك حتى ركبنا الكبري ست مرات والألمان ينسفونه وأخيرا فزنا بتركيبه وعبرنا عليه بعدما صبر رجالنا على الكريهة صبرا عجيبا وأظهروا من الشجاعة ما لا يوصف.» •••
فكاهات: رب عائلة - لقد زاد ثمن كل شيء زيادة هائلة.
Unknown page