79

Nawadir Cushshaq

نوادر العشاق

Genres

مدامعها خوفا ولم تتكلم

مساكين أهل العشق ما كنت أشتري

حياة جميع العاشقين بدرهم

العاشق وعبد الملك بن مروان

قال أبو ريحانة: كان عبد الملك يجلس في كل أسبوع يومين جلوسا عاما، فبينما هو جالس في مستشرف له وقد قدمت إليه أوراقا فيها مطالب بعض المحابيس رأى في ورقة منها مكتوبا: «إن رأى أمير المؤمنين أن يدع جاريته فلانة تغني ثلاثة أصوات ثم ينفذ في ما شاء من حكمه»، فاستشاط من ذلك غضبا وقال لي: علي بصاحب هذه الرقعة، فأحضرته بين يديه وهو غلام جميل الطلعة حسن المحيا، فقال له عبد الملك: أهذه رقعتك يا غلام؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: وما الذي غرك مني؟ والله لأصنعن بك ما يرتدع به نظراؤك من ذوي الخسارة، ثم قال: علي بالجارية. فجيء بها من الخباء بوجه مشرق كالبدر وفي يدها عود لطيف الأوتار، فطرح لها الكرسي فجلست، فقال عبد الملك: مرها يا غلام، فقال لها: غني يا جارية بشعر قيس بن ذريح:

لقد كنت حسب النفس لو دام ودنا

ولكنما الدنيا متاع غرور

وكنا جميعا قبل أن يظهر الهوى

بأنعم حالي غبطة وسرور

فما برح الواشون حتى بدت لنا

Unknown page