قال حبيب الواسطي: دخلت يوما على علي بن عثام فوجدته باكيا حزينا ذاهب النفس، فأنكرت ذلك وسألته عما دهاه، فقال: اعلم أني مررت بالخريبة فرأيت مجنونا مصفدا في الحديد يتمرغ في التراب ويقول:
ألا ليت أن الحب يعشق مرة
فيعرف ماذا كان بالناس يصنع
يقولون فز بالصبر إنك هالك
وللصبر مني إن أحاوله أجزع
غورك المجنون
قال أبو بكر محمد بن فرحان: لقيت غورك المجنون وفي عنقه حبل قصير والصبيان يقودونه، فقال لي: يا أبا بكر بم يعذب الله أهل جهنم؟ قلت: بأشد العذاب، قال: صف لي، قلت : ومن يصف عذاب رب العالمين؟ قال: أنا في أشد من عذابه، ثم رفع ثوبه فإذا هو ناحل الجسم دقيق العظام، فقال لي:
انظر إلى ما فعل الحب
لم يبق لي جسم ولا قلب
أنحل جسمي حب من لم يزل
Unknown page