وقد شاع حتى قطعت دونه السبل
فقال معاوية: والله قد فهمت المعنى لأني أراه يشكو الحرمان فالخطب فيه يسير، ثم حج عامئذ للسبب عينه، ولما انقضت المناسك دعا بأشراف قريش وشعرائهم وأجزل لهم الصلات، فلما أزمع وهب الانصراف قال: إيه يا وهب ما لي أرى يزيدا ساخطا عليك في أبيات تأتيه عنك وشعر تنطق به، فاعتذر أبو دهبل وأنكر ما أشيع عنه، فقال معاوية: لا بأس عليك وما يضرك ذلك، فأي بنات عمك أحب إليك؟ قال: فلانة، قال: قد زوجتك بها وأمهرتك بألفي دينار ووهبتك ألف دينار، فلما استوفاها قال: إن أرى أمير المؤمنين أن يعفو عما مضى، وأما ابنة عمي فهي طالق وحسبي ذكر عاتكة والتمتع منها بالنظر، فوفى بوعده وبقيت عاتكة مغرمة به إلى أن مات.
إبراهيم الموصلي وذات الخال
كان إبراهيم الموصلي يعشق جارية فتانة لابن الخطاب، وكانت تحتجب دوما في خبائها عند سيدها المذكور، فلما أنس إبراهيم منها ذلك أنشد يقول:
ما بال شمس أبي الخطاب قد حجبت
يا صاحبي لعل الساعة اقتربت
أو لا فما بال ريح كنت آنسها
عادت علي بضر بعد ما جنبت
إليك أشكو أبا الخطاب جارية
غريرة بفؤادي اليوم قد لعبت
Unknown page