123

Nathr al-Wurūd sharḥ Ḥāʾiyya Ibn Abī Dāwūd

نثر الورود شرح حائية ابن أبي داود

Publisher

مركز النخب العلمية

Edition

الرابعة

Publication Year

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Genres

فأمر في بداية الآية بالطاعة ثم في آخرها قال: ﴿إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ فمفهوم الآية: إن لم تردوا إلى الله والرسول فلستم بمؤمنين، ثم قال ﴿ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾.
وقد أوصى علماء السلف باتباع النبي ﷺ وتقديم قوله على قول الرجال كما جاء على لسان بعض الأئمة.
قال الإمام مالك ﵀: «ما من أحد إلا يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر» (١)، وقال: «أو كلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبريل على محمد لجدل هؤلاء» (٢).
وقال الشافعي ﵀: «إذا خالف قولي قول الرسول فاضربوا بقولي عرض الحائط وخذوا بقول رسول الله ﷺ» (٣).
وقال أحمد ﵀: «عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان، والله يقول: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: ٦٣]»، ثم قال: «أتدري ما الفتنة، الفتنة الشرك؛ لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك» (٤).

(١) ينظر: البداية والنهاية (١٤/ ١٦٠).
(٢) أخرجه ابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (٢/ ٦٧٠)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (١/ ١٦٣)، والبيهقي في شعب الإيمان (١١/ ٤٢).
(٣) ينظر: البداية والنهاية (١٠/ ٢٧٦).
(٤) ينظر: الصارم المسلول ص (٥٦).

1 / 127