وَلذَلِك إِذا حقق من يعلم عِنْد أحد مِنْهُم وجده عَارِيا من الْعلم بَعيدا عَنهُ يَدعِي أَنه يكتم علمه وَإِنَّمَا يكتم جَهله وَهُوَ ينم عَلَيْهِ ويروم أَن يَسْتَعِين بِهِ وَهُوَ يعين عَلَيْهِ
وَقد رَأَيْت بِبَغْدَاد وَغَيرهَا من يَدعِي مِنْهُم هَذَا الشَّأْن مستحقرا مستهجنا مستضعفا لَا يناظره إِلَّا المبتدىء وَكَفاك بِعلم صَاحبه فِي الدُّنْيَا مرموق مهجور وَفِي الْآخِرَة مدحور مبثور وَأما من يتعاطى ذَلِك من أهل بلدنا فَلَيْسَ عِنْده مِنْهُ إِلَّا اسْمه وَلَا وصل إِلَيْهِ إِلَّا ذكره
الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر
وعليكما بِالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وكونا من أَهله وانهيا عَن الْمُنكر واجتنبا فعله
طَاعَة ولي الْأَمر فِي غير مَعْصِيّة الله
وأطيعا من ولاه الله أمركما مَا لم تدعيا إِلَى مَعْصِيّة فَيجب أَن تمتنعا مِنْهَا وتبذلا الطَّاعَة فِيمَا سواهَا
الْتِزَام الصدْق وَاجْتنَاب الْكَذِب
وعليكما بِالصّدقِ فَإِنَّهُ زين وإياكما وَالْكذب فَإِنَّهُ شين وَمن شهر بِالصّدقِ فَهُوَ نَاطِق مَحْمُود وَمن عرف بِالْكَذِبِ فَهُوَ سَاكِت مهجور مَذْمُوم وَأَقل عقوبات الْكذَّاب أَلا يقبل صدقه وَلَا يتَحَقَّق حَقه وَمَا وصف الله تَعَالَى أحدا بِالْكَذِبِ إِلَّا ذاما لَهُ وَلَا وصف الله تَعَالَى أحدا بِالصّدقِ إِلَّا مادحا لَهُ ومرفعا بِهِ
أَدَاء الْأَمَانَة
وعليكما بأَدَاء الْأَمَانَة وإياكما والإلمام بالخيانة أديا الْأَمَانَة
1 / 19