وبيرس
C. S. Peirce
وشرودر
E. Schroeder
وفريجه
G. Frege
ورسل
B. Russell
الذين بدأ بفضلهم نوع جديد من الفيلسوف، هو المنطقي الرياضي، يدخل ساحة التاريخ.
ويتميز المنطق الجديد، شأنه شأن فلسفة المكان والزمان، بأنه لم يحقق نموه من داخل الفلسفة التقليدية ، بل من ميدان الرياضيات؛ فقد اكتشف الرياضيون مجالا ظل تفكيرهم يتجاهله طويلا، يتيح فرصا لمعالجة فنية شبيهة بالمعالجة الفنية للرياضيات. وبفضل بناء المنطق الرمزي أسهم القرن التاسع عشر بنصيب آخر في الفلسفة. ولو نظرنا إلى موقع القرن التاسع عشر في تاريخ الفكر على النحو الذي أوضحناه من قبل، لبدا مثل هذا التطور طبيعيا، فقد طبقت على مجال المنطق تلك المحاولة التي ترمي إلى إيجاد أسلوب فني قابل للتطبيق عمليا، وهي المحاولة التي أحرزت نجاحا كبيرا في جميع العلوم. وفي الوقت ذاته تبين أن الأسلوب الفني للمنطق يكون أداة للبحث في أسس المعرفة، وهو بدوره بحث يبدو نتيجة طبيعية لتعقد التفكير العلمي وازدياد دقته، وهكذا بدأت البقعة الجرداء في بستان المعرفة تحرث بذلك الأسلوب الرياضي الذي كان قد أحرز تقدما عظيما.
Unknown page