78

عليهما السلام وقد شفع إليه في رجل من شيعته من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن بن فاطمة اما بعد فقد اتاني كتابك تبدأ فيه بنفسك قبلي وانت طالب حاجة وانا سلطان وانت سوقة كتبت الي في فاسق آويته اقامة منك على سوء الرأي ورضي منك بذلك وايم الله لا تسبقني به ولو كان بين جلدك ولحمك فان أحب لحم الي ان آكل منه للحم الذي انت منه فسلمه بجريرته إلى من هو أولى به منك فان عفوت عنه لم آكن شفعتك فيه وان قتلته لم أقتله الا لحبه اباك الفاسق والسلام ولما بلغ موته ابن عمر قال: يا ابن سمية لا الآخرة ادركت ولا الدنيا بقبيت عليك. (وولى) كذلك عبيدالله بن زياد بن سمية وظلمه وبغيه وفجوره مشهور وسيرته معلومة ولم يزل يرتع في المظالم حتى كلل اعماله القبيحة بقتل الحسين بن علي عليهما السلام. وقد ذكر ابن جرير في تاريخه والزمخشري في الفائق وغيرهما انه دخل عليه زيد بن ارقم وبين يديه رأس الحسين عليه السلام وهو ينكثه بقضيب معه فغشي عليه فلما افاق قال له مالك يا شيخ قال رأيتك تنكث شفتين طالما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يقبلهما فقال ابن زياد لعنه الله أخرجوه فلما قام ليخرج قال: ان محمديكم هذا الدحداح وفيه يقول عدو الله يزيد بن معاوية لعنة الله عليهما: اسقني شربة تروي مشاشي * ثم قم واسق مثلها ابن زياد صاحب الود والامانة والتسديد مني ومغنمي وجهادي (وإذا) تتبعت سيرة معاوية وتأريخه وجدت كثيرا من عماله من هذا القبيل وكما قيل ان عمر رضي الله عنه وحسناته جميعها حسنة واحدة من حسنات أبي بكر رضي الله عنه فكذلك ان يزيد وقبائحه وسيئاته كلها سيئة واحدة من سيئات معاوية وكل ما فعله عماله بسلطانه وتوليته من الظلم

--- [ 80 ]

Page 79