وهكذا ملك بني العباس * قد ضربوا الاخماس في الاسداس وما قضى المنصور ذو الدوانق * في حجج الله على الخلائق محمد ونفسه الزكية * والمحض عبدالله والذرية وحبسه الديباج حتى صارا * كالجيفة الملقاة لا توارى وفعل هرون بيحيى صدعا * صم الجبال والقلوب اوجعا وحمل موسى الكاظم السجاد * من طيبة الفيحا إلى بغداد مسلسلا عن اهله مطردا * ومات في سجن الغوى مقيدا والآن زال العذر والحق ظهر * فأستلم الركن وقبل الحجر وطلع النجم على الجهات * وامن الخلق من العاهات وجاء نصرالله والفتح فما * بعد الهدى الا الضلال والعمى نعم بقي حتى الآن لمعاوية انصار واذناب من العلماء الجامدين على ما في كتب المتأخرين ومن الغوغاء الذين لا يدرون الصواب من الخطاء ولا يفرقون بين الحق والباطل لا شوكة لهم ولا صولة ولكنهم يسلقون بالسنتهم كل من كشف غبار شبهة عن قبائح معاوية وينبزونه بالابتداع والرفض ويعربدون عليه عربدة السكارى جهلا منهم وحماقة وهذا هو غاية ما في استطاعتهم من اذية من صدع بالحق في هذا الباب ولا ارى في هذا عذرا كافيا للذين يريدون الله والدار الآخرة في كتم قبائح ذلك الطاغية والتملق بتعظيمه وتسويده وتوقيره والترضي عنه اجلالا له فان كل ذلك مغضب الله تعالى ومسخط له ومعين على هدم الاسلام كما مر بك قريبا في احاديث من لا ينطق عن الهوى وهي والله الجديرة بالاذعان لما فيها ورفض ما خالفها وماذا يضر الصادع بالحق والناطق بالصدق من سباب هؤلاء العصبة المتعصبين والطغام المتعنتين وماذا يلحقه من صخبهم واستطالتهم على عرضه إذا كان عند الله تعالى وعند رسوله عليه الصلاة والسلام وعند الصالحين من عباده محمودا مشكورا مبرورا.
--- [ 156 ]
Page 155