بكل ظنة وتهمة حتى ان الرجل ليقال له زنديق أو كافر احب إليه من ان يقال له شيعة علي وحتى صار الرجل الذي يذكر بالخير ولعله يكون ورعا صدوقا يحدث بأحاديث عظيمة عجيبة من تفضيل بعض من قد سلف من الولاة ولم يخلق الله تعالى شيئا منها ولا كانت ولا وقعت وهو يحسب انها حق لكثرة من قد رواها ممن لا يعرف بكذب ولا بقلة ورع انتهى (1). وقال الشعبي مالقينا من علي بن أبي طالب ان احببناه قتلنا وان ابغضناه هلكنا وكان الامام أبو حنيفة يفتي سرا بوجوب نصرة زيد بن علي بن
---
(1) اقول لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وآله فيما قال: فان جماعة قد ادعوا ضعف الحديث الذي جاء في حق علي عليه السلام انا مدينة العلم وعلي بابها فمن اراد العلم فليات الباب وافرط بعضهم فأدعي وضعه وفسر بعضهم قوله صلى الله عليه واله وسلم فيه وعلي بابها فقال اي مرتفع والحديث المذكور قد ورد بطرق كثيرة فقد اخرجه الترمذي والحاكم في المستدرك وصححه والطبراني وابن مردويه وابو نعيم والخطيب والعقيلي وابن عدي وابن حيان وغيرهم ثم جاؤا في مقابلته ايضا بحديث آخر منكر اسنادا ومتنا كما قاله ابن عساكر والحديث هو ما اخرجه ابن عساكر في تاريخه وغيره قال انبانا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب قال: حدثني أبو الفرج الاسفرائيني قال: كان ابو سعد اسمعيل بن المثنى الاسترابادي يعظ بدمشق فقام إليه رجل فقال ايها الشيخ ما تقول في قول النبي صلى الله عليه وآله انا مدينة العلم وعلي بابها قال: فأطرق لحظة ثم رفع رأسه وقال نعم لا يعرف هذا الحديث على التمام الا من كان صدرا في الاسلام انما قال النبي صلى الله عليه وآله انا مدينة العلم وابو بكر اساسها وعمر حيطانها وعثمان سقفها وعلي بابها قال: فاستحسن الحاضرون ذلك وهو يردده ثم سألوه ان يخرج لهم اسناده فاغتم ولم يخرجه لهم انتهى (قلت) لعلك قد علمت ما ذكر هو في هذا الحديث من انه موضوع أو ضعيف ولكني اقول فيه من حيث المعنى انكاره من وجوه لم ار من تعرض لذكرها وهي (اولا) انه لا يستجاد من سيد الحكماء وامير الفصحاء ان يمثل في كلامه بسقف المدينة إذ لم توجد في الدنيا مدينة مسقوفة حتى يكون الحكيم ممثلا بها ولم نر ذلك في كلام احد من العرب اللهم الا ان يكون لخصوص البيوت (ثانيا) انه يقتضي تقديم ابي بكر على النبي صلى الله عليه واله وسلم حيث جعله اساسها والاساس مقدم على البنيان لانه اصله واقدم منه ولانه لولاه لما قام البناء (ثالثا) انه لو صح الحديث لاقتضى تمثيل عمر وعثمان رضى الله عنهما بالسقف والحيطان غاية القدح فيهما لان السقف (*)
--- [ 154 ]
Page 153