134

Min al-naql ilā al-ibdāʿ (al-mujallad al-thānī al-taḥawwul): (1)

من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (١)

Genres

162

كما تروي أحاديث الرؤية الصادقة وأنها جزء من النبوة. ينتهي الوحي وتستمر الرؤية. وفي أحاديث أخرى يحدد كم الجزء من ستة وأربعين جزءا، وكأن الكيف يقسم كما إلى هذا العدد الذي قد يجانب الرمزية. وقد نفى الرسول نفسه عندما نزلت آية

اليوم أكملت لكم دينكم ، وأقر بالعودة إلى الله، واشتاق إلى رؤية إخوانه الأنبياء. والسحر حق، والعين حق. ولا تروى الأحاديث في ذلك، بل أيضا أفعال الرسول عندما أخرج السحر من الجب. وقد أمر الرسول بسقي رجل مسحور وغسل آخر لإزالة أثر العين. وقد أنزل القرآن على سبعة أحرف وهو إعجاز الرسول.

163

كلها شاف كاف، وكل آية لها ظاهر وباطن من أجل التأويل ولتفاوت العقول بين الخاصة والعامة، العلماء والجهال، العقلاء والأنبياء، الرجال والنساء، النساء والصبية، وهو أحد معاني الإعجاز الاتصال على جميع المستويات.

164

ويطلب محمد الهداية لقومه لأنهم لا يعلمون، ولا يطلق عليهم اللعنات كما فعل الأنبياء من قبل. بل ينصر كل نبي أمته كما تنصر كل أمة نبيها كما نصر أبو هاشم محمدا والكل له الجنة. النبوة فتح مستمر وإعلان لشعار «لا إله إلا الله». نصرة النبي واجب قومه وفداؤه بأنفسهم. وهو على خلق عظيم، أعانه الشيطان حتى أسلم، وهو قاضي يتبع حجج الخصوم. ولكنهم أقضى لأنهم أعرف بالحق.

165

وتكثر أحاديث المعاد. فمن مات قامت قيامته. والناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا. والملائكة هي التي توفى الإنسان. إذ يموت الإنسان مرتين، الموتة الصغرى في النوم والموتة الكبرى في الموت ويحيا اثنتين، الأولى في الدنيا، والثانية في الآخرة. وليس للكافرين إلا الموتة الأولى، وتختلط أحاديث المعاد مع الاستعداد له بالإيمان والعمل، ثوابا أو عقابا، اغتنام الفراغ قبل الشغل، والغنى قبل الفقر، والصحة قبل السقم، والشباب قبل الهرم، والحياة قبل الموت؛ فإن خير الزاد هو التقوى. وبالرغم من صدق المعنى إلا أن الحديث قد يكون موضوعا في صياغاته في هذا التقابل الجدلي بين المتعارضات. ويستعمل مثل هذا الحديث كمثل منطقي على تناقض حكمي السلب والإيجاب في اللفظ والمعنى، لا يجتمعان في الصدق والكذب في صفة واحدة، في زمان واحد، من جهة واحدة، في إضافة واحدة. ويقوى المعني بإلحاق الحديث بنصوص مقدسة أخرى، فالوحي واحد، والحديث شرح للقرآن، والصحف واحدة.

166

Unknown page