مدة زعامة كليبر إلى قتله «22 أغسطس سنة 1799-14 يونيو سنة 1800».
الدور الخامس:
مدة زعامة مينو إلى خروج الفرنسيس نهائيا من مصر في 2 نوفمبر سنة 1801.
الفصل العاشر
الدور الأول (من 1 يوليو-13 أغسطس)
من احتلال الإسكندرية إلى واقعة أبي قير
لما احتل نابوليون الإسكندرية، وسار بجيشه حتى وصل إلى قصبة الديار المصرية، لم يكن يقوم بذهنه طول البقاء بمصر بالنسبة لذاته شخصيا؛ إذ المعروف أنه كان منذ سطعت شمس حياته، وتألق سنا مجده، ولاح كوكب شهرته في أوروبا، متطلعا إلى السيادة على فرنسا، وبواسطتها على أوروبا، كما أدرك ذلك فعلا بعد، ولذلك قالوا إنه لما أدرك أن حكومة الديركتوار تريد إبعاده عن فرنسا خوفا من شهرته التي نالها، ومحبته التي تمكنت في قلب الشعب الفرنسي، بردت نار حماسته التي اشتعلت بفكرة فتح مصر، ولكنه كان قد تورط في الأمر من جهة، ومن جهة أخرى التفت يمنة ويسرة عله يجد طريقة لأخذ السلطة من يد أولئك الحكام، فرأى كما صرح بذلك «لبورين»، «أن الثمرة لم تنضج بعد»
1
ققدم إلى مصر بحملته، وكان من أمره ما كان.
ونحن نريد أن نستنتج من هذا أنه لم يكن مصمما على البقاء في مصر، وكانت عينه متطلعة دائما إلى فرنسا، فكان همه موجها إلى وضع نظام حكومة راقية في هذه الديار ليكتسب بها مودة الشعب المصري وثقته، ويسعى في التودد إلى حكومة الباب العالي، فيوفق بين احتلال فرنسا لمصر، وسيادة جلالة سلطان آل عثمان، كما سبق لنا بيان ذلك، وعلى هذه الفكرة سار في الخطة التي وضعها لنظام حكومة هذه الديار، إلى أن علم أن نلسون الإنكليزي قد دمر أسطوله في واقعة أبي قير «وكان علمه بذلك بالضبط يوم 13 أغسطس، وهو قادم من مطاردة إبراهيم بك في مديرية الشرقية»، فعرف أنه قد حيل بينه وبين العودة إلى فرنسا، وأن مواصلاته بوطنه، ومصدر الإمدادات، بل قل الحياة له ولجيشه، قد انقطعت فلجأ إلى اتخاذ خطة أخرى، والأصح أن يقال، إلى توسيع خطته الأولى مع المصريين، كما سنشرح ذلك في حينه.
Unknown page