Beauvoisin
وكانت وظيفته في القاهرة قومسير لدى الديوان المخصوص «أشبه بالمستشار المالي في مجلس الوزراء سابقا» وقد ألقى عليه التعليمات الآتية في خطاب محفوظ في أوراق نابوليون بنمرة 3087 وهذا نصه:
المعسكر العام بالقاهرة في 22 أغسطس 1798 (يوافق 10 ربيع أول سنة 1213)
على الستوين بوفوازين أن يذهب إلى دمياط ومنها يبحر على سفينة تركية أو يونانية قاصدا يافا ليحمل إليها الخطاب المرفق بهذا إلى أحمد باشا الجزار، وليطلب مقابلته لكي يصرح له بصوت عال أن المسلمين ليس لهم أصدقاء صادقون في أوروبا مثلنا، وإنني قد علمت مع الأسف أنهم يعتقدون في سوريا أنني أنوي الاستيلاء على أورشليم «بيت المقدس» والقضاء على الدين الإسلامي، ليقل له إن مثل هذا الظن بعيد عن رغبتي وميولي، فليكن مطمئن الخاطر مستريح البال، وإنني أعرفه بالسماع لما اتصل بي من أنه رجل ذو فضل وكفاءة، وليؤكد له أنه إذا أحسن التصرف معنا ولم يتعرض لمن لا تعرض له فإننا نصادقه، وبدلا من أن يكون وجودنا في أرض مصر منقصا لسطوته، فإنه يزيدها قوة وتمكينا، وأنني أعلم أن المماليك الذين بددت شملهم قد كانوا أعداءه، ويجب عليه أن لا يخلط بيننا وبين عامة الأوروبيين؛ ذلك لأننا بدلا من أن نستعبد المسلمين، فإننا بالعكس نفسح لهم طريق الحرية، والخلاصة أن على رسولنا أن يشرح لأحمد باشا ما وقع في مصر، ويحسن أيضا أن يزيل من رأسه فكرة الاستعداد للحرب، ويبعده عن التدخل في المشاغبات، وإذا لم يكن أحمد باشا في يافا فعلى الستوين «بوفوازين» التوجه إلى عكة، ولكن يحسن به أن ينتهز فرصة وجوده في يافا لزيارة الأسر الأوروبية، وخصوصا ليقابل وكيل القنصل الفنرساوي، ولكي يقف على أخبار الآستانة وما يجري من الأمور في سورية.
بونابرت
وهذا نص الخطاب الموجه إلى أحمد باشا الجزار «محفوظ بنمرة 3078»:
إلى أحمد باشا حاكم صيدا وعكا
معسكر القاهرة (في 22 أغسطس 1798)
إنني لم آت مصر محاربا للمسلمين بل جئتها لمحاربة البكوات، واعتقد أني بالقضاء عليهم قد عملت عملا عادلا وموافقا لصالحك؛ لأنهم كانوا أعداءك ولا بد أنك تعلم أنني لما وضعت قدمي في مالطة كان أول عمل عملته أن أطلقت سراح ألفين من أسرى الأتراك الذين قصوا عدة سنين في ذل الأسر والعبودية، وما وصلت إلى مصر حتى طمأنت خواطر الأهالي وبالغت في احترام العلماء ورجال الدين ومساجد المسلمين، ولم يلق حجاج بيت الله مثل ما لاقوا من العناية والرعاية معي، ولم يحتفل بمولد النبي بمثل ما احتفلت به بالأبهة الكاملة والاحترام العظيم.
وقد بعثت إليك بهذا الخطاب مع ضابط يستطيع أن يوقفك على ميولي ورغبتي في أن أكون معك على صفاء وسلام لتساعد معنا على ترقية الوسائل التي تؤدي لنمو التجارة وخير البلدين، وأؤكد أنه لا يوجد للمسلمين أخلص أصدقاء من الفرنساويين. ا.ه.
Unknown page