Names and Attributes Series
سلسلة الأسماء والصفات
Genres
البحث في كيفيات صفات الملائكة إذا تعلقت به فائدة لا حرج فيه
السؤال
النهي عن البحث في الكيفيات، هل يتعلق أيضًا بالملائكة كتكليم جبريل للنبي ﷺ، هل يجوز البحث في كيفيته أم لا؟
الجواب
المخلوق مطلقًا البحث في كيفيته إذا كان مما يتعلق به فائدة للإنسان لا حرج فيه شرعًا؛ فلذلك البحث في كلام جبريل وعن نزول الوحي لا حرج فيه، ولهذا سأل الحارث بن هشام رسول الله ﷺ عن كيفيته، ولو كان مما لا ينبغي السؤال عن كيفيته لما أقر رسول الله ﷺ هذا الصحابي الجليل على السؤال عنه، وقد بين الرسول ﷺ الكيفية، فذكر أنه أحيانًا يأتيه الوحي مثل صلصلة الجرس، فلا يرى ملكًا ولا يستطيع أن يستوعب الكلام في ذلك الوقت، بل يسمع مثل صوت السلسلة الثقيلة على الحجر الصلب؛ ولهذا فإن من دون رسول الله ﷺ إذا كانوا عنده ونزل عليه الوحي على هذه الصورة يسمعون مثل أزيز النحل، كما كان عمر يسمعه، فيعرف أن هذا هو الوحي قد نزل ذاك الوقت، وهذا مما يمكن تفاوت الناس فيه بتفاوت قوتهم الروحانية، فمن كان ضعيف الروحانية لا يمكن أن يحس بشيء من هذا أصلًا، ومن كانت روحانيته قوية فإنه يمكن أن يسمع مثل أزيز النحل كما حصل لـ عمر، ومن قوى الله روحانيته بأكثر من هذا كرسول الله ﷺ سمعه مثل صلصلة الجرس، وتفاوت الناس في السماع إنما هو بتفاوت قوة الروحانية؛ لأن الملائكة من عالم الأرواح.
وهذه الهيئة بين فيها الرسول الله ﷺ أنها ليست في كل القرآن، بل يأتيه الوحي أيضًا عن طريق الملك فيكلمه فيعي عنه ما يقول، ولم يرد أنه ألقى إليه كلامًا من القرآن بحضرة أحد، بل كان يأتيه بصورة الملك فيكلمه ويسمع الناس التناجي بينهما، سولكن لا يسمعون شيئًا مما قال الملك، وقد كان رسول الله ﷺ في أول الأمر يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرك شفتيه به خشية أن ينساه، حتى أنزل الله عليه هذه الآية: ﴿لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ [القيامة:١٦-١٩]، كان رسول الله ﷺ يطرق وقت نزول الوحي بصورة الملك، فإذا انطلق الملك عاد رسول الله ﷺ كما كان، فيقرأه رسول الله ﷺ كما قرأه جبريل.
10 / 9