غادر :
كنت أخي قبل قتل الأمير حبيب، وأما الآن، والقريب المجيب؛ لا أعترف بك يا خوان، ولا أذكرك بعد بلسان.
حليم :
أهذا جزاء الإحسان؟
غادر :
اسكت يا مهان؛ وذق ثمرة غرسك، في مضيق رمسك.
الوزير :
آه يا قليل الوفا يا زنديق.
حليم :
دعه يا والدي الشفيق؛ دعه يفعل ما أراد، فأنا في قيد الانقياد، لما قدره الله وقضاه، وما يكون فيه رضاه، فلا يسعني سوى التسليم، لما حكم به الرءوف الرحيم. غادر أنا لا أتفرس فيك غير الصلاح، وها دمي لسيفك مباح، فأنت منه في حل، ولك المنة والفضل، وأشهدك يا من تنزه عن الفحشاء، ويا من لا يقع في ملكه إلا ما يشاء، أني أبرأت غادر مما نسبه إلي، وما ألقاه من البهتان لدي، بحياتي عليك، يا والدي لا تخرجه من بعد موتي من يديك، واجعله كولدك العزيز الوحيد، ولا تعامله إلا بما يشتهي ويريد، وأنت يا أخي غادر تذكر عهدنا الطاهر، ولا تنسني من الفاتحة، والأدعية الصالحة؛ لأنك الشقيق الشفيق، والصديق الرفيق. وأنت يا أبي، وحاسم كربي، لا تنساني من الدعاء، في كل صباح ومساء، وبلغ والدتي مني السلام، واطلب لي دعاها على الدوام؛ لتؤانسني في وحشتي، وتنعشني في وحدتي، فإني قد قربت أفقد المحيا، وأمسي في الرمس نسيا منسيا.
Unknown page