لسب بذلك الجرو الكلابا(2) فإنه أقام المفعول بحرف مع وجود الصريح، وتأوله البصريون(1)، أما الآيتان، فقيل المقام المصدر والمفعول منصوبا بفعل مقدر، وقبل المقام مفعول صريح حذف [و27] لدلاله الكلام عليه، وتقديره (ليجزى العذاب قوما) ويخرج الطائر في حال كونه مكتوبا وأما البيت فقيل شاذ، وقيل انتصاب الكلاب ب(ولدت) و(جروكلب) منادى(2)،والمقام إما بذلك أومصدر تقديره (ولوولدت الكلابا يا جروكلب لست بذلك الجرو، أولست السبب بذلك).
قوله: (فإن لم يكن فالجميع سواء) يعني إن لم يكن ثم مفعولا به صريح، فالمجرور والمصدر، والظرفان المخصصان سواء في إقامة أيهما شئت مقام الفاعل(3) نحو(سير بزيد يوم الجمعة أمام الأمير سيرا شديدا) فأي واحد أقمته مقام الفاعل رفعته ونصبت ما سواه من غير ترتيب، إلا أن يقدم ما أقمته إلى جانب الفعل، وقبل الأولى الترتيب على ما رتب في التمثيل، وقدم ابن عصفور(4) المصدر لقوة دلالته على الفعل، وبعضهم المجرور(5)، لأنه مفعول به، لكن بواسطة، وبعضهم الظروف لملازمة الفعل لها، وقيل ما اهتم المتكلم(6) بشأنه فالأولى تقديمه.
Page 194