214

============================================================

وإن قلت : أراد إيليس الكفر من الكافرين . قلنا لك صدقت، ولكن انظر ما يلزمك منه الهلاك والفضيحة الفاضحة، فإنه يلزمك أن إرادة محمدا رسول للله صلى الله عليه، مخالفة لإرادة الله، سبحانه؛ لأن محمدا، صلوات الله عليه، أراد من الكفار الإيمان، والله، عز وجل، أراد منهم الكفر، على قولك ، وكذلك الشيطان أيضا أراد منهم الكفر11 فايهما الموافقة إرادته لارادة الله، عز وجل، امحمد نبى الله، صلى الله عليه، ام إبليس عدو الله، عليه لعنة الله 14..

فإنه لابد لك ان تقول : إن إرادة إبليس موافقة لارادة الله، عز وجل، وإرادة محمد، صلى الله عليه، مخالفة لإرادة الله، عز وجل . هذا لازم لك، إلاآن ترجع عن هذا القول، فنغدجك، وأنت مقهور مغلوب، فاختر من ثا ما بذالك.

واعلم أن الموافق أولى (1) أن يكون رسولا لله، عز وجل، ووليا وصفيا، من المخالف لله، جل ثناؤه، فإبليس احق بالرسالة، فى قولكم ودينكم واعتقادكم، من 67و محمد بن عبد الله رسول الله، صلوات الله عليه، لموافقته لإرادة الله (، عز وجل، ومخالفة محمد، صلى الله عليه، لإرادة الله، عز وجل !1.. وهذا القول لازم لك بالحجة الواضحة، ولكل مجبر على وجه الأرض، لا مخرج لكم منه، إلا بالتوبة والرجعة عن هذا البهتان العظيم والجهل الكبير، وما فى حسابى أن حمية الجاهلية التى اعتصم بها اهل الأصنام، بخارجة من قلوبكم إلى القول بالعدل، فلا يبعد الله إلامن ظلم !11 واعلم أن الهلاك فى الدنيا والعذاب لهى الآخرق إغا يقعان بعد إثبات الحجة، وإبلاع الرمل واتمة الهدى، عليهم السلام، والحمد لله رب العالمين .

هذهالأيةمن احكام الأخرة واما الآية التى ذكرناها قبل هذا الموضع، التى قال فيها، عز وجل،: (1) فى الأصل اولا

Page 214