============================================================
اوله إلى أخره آية واحدة يثبت بها الجبر، ولا يتعلق اهله منها بشعرة واحدة، ولمس من سورة إلا وفيها العدل قائم واضح، شاهد لله، عز وجل، بعدله ونفى الجور عنه .
ونحن نسالك، فنقول لك : إن سالك مائل فقال لك : هل لله، صبحانه، حق ليه باطل ، أو باطل فيه حق؟! ..
فان قلت : لا يجوز ذلك. أجبت بالحق، ولزمك أنك قد رجمت عن مذهبك، وصرت إلى قولنا بالعدل.
وان قلت : نعم، لله حق فيه باطل، وباطل فيه حق، اكذبت القرآن، وكفرت بالرحمن، وصرت إلى قول عبدة الأوثان ، لانه ، عز وجل ؛ يقول، وقوله الحق : (مل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون 0) (1) ، وهذا اكبر الدليل أن ليس لله، عز وجل، حق فيه باطل، أو باطل فيه حق؛ وذلك عن الله، عز وجل، منفى: ثم نقول لك ايضا : خبرنا عن قول الله، سبحانه : اليوم لا تظلم نفس شيء، ولا تجزون إلأ ما كنتم تعملون (} (1) ، هل انت مقر بهذه الآية ؟ فلابد لك من فإذا قلت ذلك قلنالك : فهل صدق الله، جل ثناؤه، في هذه الآية، أنها كما قال، وأنه يوم القيامة لا يظلم احدا شيئا، ولا يجزيهم إلا ماكانرا يعملون ؟.. فإن قلت : لا. كفرت وإن قلت : نعم. لزمك ان جيع ما عددت وسطرت فى كتابك، وتاولت من الفرية على الله، عز وجل، باطل قد كذبت فيه .
إذ قررت أنه لا يظلم ولا يجزى الخلق إلا بما عملوا .. فإن قلت : إنه ما فعل من ظلم لم يكن بظلم قلنالك : فهذا كلام المجانين، قد احتججنا عليك فى بطلان ذلك، فى هذا الكتاب، بما لا تدفعه أنت، ولا غيرك أبدأ .
النهى عن اقتفاع بعض الأية والاستشهاد بها . ولق اللتشابه يرذ إلى للحكم: ثم نقول لك : هذه الآية، التى سالت عنها ، من قوله ، عز وجل : (أوليك الذين نم (1) حورة الانسياه : الآبة 18 (2) سورة بس : الأبة 5.
Page 203