هذا القول بهذا المعنى كاذبا. وإما أن يكون الحق هو أن الحاس والذي يغضب شيء واحد لكن هذا القول بين الصدق - فإذا الذي يؤدي إليه الحس محسوسة هو الذي يغضب وكونه بهذه المنزلة وإن كان جسما فليس له بما هو جسم فهو إذا له بما هو قوة بها يصلح لاجتماع هذين الأمرين فيه وهذه القوة ليست طبيعية فهي إذا نفس فإذا ليس موضوع إجتماع هذين الأمرين جملة جسمنا ولا عضوين منا ولا عضوا واحدا بما هو طبيعي فبقي أن يكون المجتمع نفسا بذاتها أو جسما من جهة ما هو ذو نفس بالحقيقة - فالمجتمع هو النفس ويكون ذلك النفس هو المبدأ لهذه القوى كلها ويجب أن يكون تعلقه بأي عضو يتولد فيه الحياة فمحال أن يحيا عضو بلا تعلق قوة نفسانية به وأن يكون أولى ما يتعلق بالبدن لا هذا المبدأ بل قوة تحدث بعده وإذا كان كذلك فيجب بتعلق هذا المبدأ هو القلب لا محالة وهذا الرأي مخالفة من الفيلسوف لرأي الآلهي " أفلاطون " وفيه موضع شك وهو إنا نجد القوى النباتية تكون في النبات ولا نفس حساسة ولا نفس ناطقة ويكونان معا في الحيوان ولا نفس ناطقة فإذا كل واحد منهما قوة أخرى غير متعلقة بالآخر والذي يجب أن يعرف حتى ينحل به هذا الشك أن الأجسام العنصرية يمنعها صرفية التضاد عن قبول الحياة - وكلما أمعنت في هدم صرفية التضاد وردته إلى التوسط الذي لا ضد له جعلت تقرب إلى شبه بالأجسام السماوية فتستحق بذلك القدر لقبول قوة محيية من المبدأ المفارق المدبر ثم إذا ازدادت قربا من التوسط إزدادت قبولا للحياة حتى تبلغ الغاية التي لا يمكن أن يكون أقرب منها إلى التوسط وأهدم للطرفين المتضادين فتقبل جوهرا مقارب الشبه من وجه ما للجوهر المفارق كما قبلته الجواهر السماوية واتصلت به فيكون حينئذ ما كان يحدث فيه قبل وجوده يحدث فيه منه ومن هذا الجوهر - ومثال هذا في الطبيعيات أن تتوهم مكان الجوهر المفارق نارا بل شمسا - ومكان البدن جرما يتأثر عن النار وليكن كوما ما وليكن مكان النفس النباتية تسخينها إياه ومكان النفس الحيوانية إنارتها له ومكان النفس الانسانية إشتعالها فيه نارا - فنقول إن ذلك الجسم المتأثر كالكوم إن كان ليس وضعه من ذلك المؤثر فيه وضعا يقبل إضاءته وإنارته ويشتعل شيء منه عنه ولكنه يكون وضعا يقبل تسخينه ولم يقبل غير ذلك فإن كان وضعه وضعا يقبل تسخينه ومع ذلك فهو مكشوف له أو مستشف أو على نسبة إليه يستنير عنه إستنارة قوية فإنه يسخن عنه ويستضيء معا فيكون الضوء الواقع فيه منه هو مبدأ أيضا مع ذلك المفارق لتسخينه فإن الشمس تسخن بالشعاع ثم إن كان الاستعداد أشد وهناك ما من
Page 158