Naḥwa inqādh al-tārīkh al-islāmī
نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي
Genres
[282 ]
قلت للاشتر: لقد كنت كارها ليوم الدار فكيف رجعت عن رأيك ؟ قال: أجل، والله لقد كنت كارها ليوم الدار ولكن جئت بأم حبيبة بنت ابي سفيان لادخلها الدار، وأردت ان أخرج عثمان في هودج فابوا ان يدعوني وقالوا: ما لنا ولك يا أشتر ولكني رأيت طلحة والزبير والقوم بايعوا عليا طائعين غير مكرهين ثم نكثوا عليه...) ! ! فهذه الرواية صحيحة الاسناد على شرط مسلم فصاحب المصنف أبو بكر بن ابي شيبة من شيوخ البخاري ومسلم وكذلك يحيى بن آدم من رجال الشيخين ومثله أبو بكر بن عياش وشيخه مغيرة بن مقسم كذلك وشيخه ابراهيم النخعي من كبار التابعين وعلقمة بن قيس عالم التابعين فهذا الاسناد رجاله كلهم ثقات اثبات والاشتر نفسه ثقة كذلك فقد روى له النسائي ولا يروي إلا لثقة ووثقه العجلي وابن حبان وروى عنه كبار من التابعين منهم علقمة هذا والاشتر قد اثنى عليه علي بن ابي طالب وثناؤه أقوى من توثيق المحدثين. وفي الرواية ايضا شهادة من علقمة بن قيس كبير التابعين بأن الاشتر (كان كارها لحصار عثمان) ! !. وفي الرواية دلالة واضحة على أن الاشتر لم يكن بريئا فقط بل كان يعمل على انقاذ عثمان والخروج به ربما إلى الشام أو مكة ! !. وهذه الرواية رواها الطبري ايضا وصححها الحافظ ابن حجر في الفتح (13 / 57).
Page 282