235

Naḥwa thaqāfa islāmiyya aṣīla

نحو ثقافة إسلامية أصيلة

Publisher

دار النفائس للنشر والتوزيع

Edition Number

الرابعة

Publication Year

١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م

Publisher Location

عمان - الأردن

Genres

الفَصْل الأول جَرائم الحُدود
وهذه الجرائم كما قلنا من قبل لا يجوز إسقاط عقوبتها إذا رفعت إلى القاضي، وقد جعل الله إقامة العقوبات على مرتكبيها حقًّا لله وحده، فلا يجوز لأحد أن يعفو ويصفح، وما ذلك إلا لأنها جرائم خطيرة، إذا ترك أمرها للبشر فتساهلوا في إقامتها حصل من جراء ذلك فساد كبير، وقد حذر الرسول ﷺ المسلمين من التهاون في إقامتها، وعدّ ذلك واحدًا من الأسباب التي أدت إلى ضلال الأمم السابقة، وهلاكها، وقد روت لنا أم المؤمنين عائشة ﵂ أن قريشا أهمتهم المرأة المخزومية التي سرقت، قالوا: من يكلم رسول الله ﷺ، ومن يجترئ عليه إلا أسامة، حب رسول الله ﷺ؟ فكلم رسول الله ﷺ فقال: "أتشفع في حد من حدود الله"! ! ثم قام، فخطب، فقال: "يا أيها الناس، إنما ضل من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها" متفق عليه (١). وسنتناول حكم هذه الجرائم بشيء من الإيجاز.

(١) المنتقي للمجد ابن تيمية: ص ٦٥٥.

1 / 261