ويضحك الجميع ويقول مجدي لأمه: الآن يا نينا تستطيعين أن تزغردي. - تدهش نعمات. - أزغرد! أزغرد على أي خيبة؟
ويقول مجدي: زغردي أنكم أخوات كما كنتم دائما وأن أصغر عضو في الأسرتين حلت المشكلة بكل عقل وبكل شرف، وحياتي عندك يا ماما زغردي.
وتزغرد نعمات ثم تقول: الأمر لله.
وتعود الأسرتان إلى مألوف عاداتهما من الضحك والتعليقات، ويحس الجميع أن السحابة أمطرت ماءها ولم تصب أحدا بالبلل.
الفصل الثاني عشر
قال علوان سلطان: حمدي ما أخبار فكري وألفت؟ - يلتقيان كل ليلة. - أتظنني لا أعرف هذا أما أنك عبيط، إنما يلتقيان في شقتي يا أستاذ. - لا مؤاخذة، إذن فأنت تسأل عن ... عن ... - عن مدى تعلقه بها. - أظنه متعلقا بها كل التعلق. - أنا أريده يجن بها. - لقد قارب على هذا. - إذن اسمع. - تحت أمرك. •••
قال حمدي لفكري: ألم يأت الأوان أن تقدم هدية لألفت؟ - نعم، لكن من أين؟ أنت تعرف البئر وغطاه. - البئر الذي تتكلم عنه لا ينفعنا. - لقد ذكرتني، من أين لك كل هذه الأموال؟ بالأمس ألبست سعدية عقدا بألف جنيه، وأنا أعلم أيضا أن أباك يعطيك مائتي جنيه كمرتب. - مرتب أبي هذا يصلح لليلة واحدة ناشفة. - فمن أين؟ - أنا أشتغل. - فيم؟ - لا شأن لك. - لا شأن لي أنا يا حمدي. - ألم يقل لك هشام شيئا؟ - لا. - إنه يساعدني. - منذ متى؟ - من زمان حتى وهو في المدرسة. - أيساعدك في الفراغ عند أبيك يا ابن المنجد. - قبل أن تقل أدبك اسأل. - أنت لا تريد أن تجيب. - الليلة نلتقي عند علوان بك. - وهو كذلك. - قل لي، هل كلمك أبوك أو كلمتك أمك عن السهر؟ •••
قالت وهيبة: أمعقول هذا يا فؤاد الولد سهران كل ليلة لوش الصبح؟
ويضحك فؤاد: أي ولد؟ - عجيبة. - حسبتك تقصدين فكري. - يا رجل أتستعبط، طبعا أقصد فكري، وهل عندنا ولد غيره. - إذن فأنت العبيطة. - أنا؟ - فكري لم يصبح ولدا، فكري زملاؤه تخرجوا في الجامعة وهو الآن يعمل تاجرا، وفكري ليس متزوجا ولا هو مرتبط بمذاكرة، فإن لم يسهر فماذا يصنع؟ هذا هو الطبيعي. - الطبيعي! هذا هو الطبيعي، لقد ظللت بعد زواجك الأول إلى سن الأربعين أعزب في بيت أبيك، أكنت تسهر كل ليلة؟ - لو لم تكوني خريجة جامعة لما دهشت لما تقولين، الزمن غير الزمن، أنا ظللت إلى أن مات أبي لا أجرؤ على التدخين أمامه، وكنت رجلا وتجاوزت الأربعين وعندي المحروس فكري، الآن الآباء يصبون الويسكي لأولادهم. - ولكنني أخاف عليه. - أتخافين على رجل مكتمل. - أتصدق أنني لا أستغرق في النوم إلا إذا جاء هو؟ - أصدق لأنني مثلك ولكن ماذا نفعل؟ - نقول له. - وإذا تبجح في الكلام وقال أنا رجل وأنا حر؟ - ألا يأخذ مصروفه منك؟ - طظ، إنه يستطيع من بكرة أن يعمل مع حمدي الفنجري ولا يحتاج إلي ولا إلى مصروفي، اسمعي يا وهبية، التجارة علمتني أن العملية التي لا أقدر عليها، أتظاهر بأنني لا أعرف عنها شيئا. - تقصد؟ - أقصد أن نتظاهر أننا نظن أنه يأتي إلى البيت بعد نومنا مباشرة. - أيصلح هذا؟ - أولا يصلح، وهل نملك شيئا آخر؟
وتطرق وهيبة في أسى وهي تقول: لا، فعلا لا نملك شيئا آخر. •••
Unknown page