============================================================
كانت(1) بينه وبين الفرنج، فلما بلغه وصولهم طلبهم إليه، فساروا فى مدة عشرين يوما فى عمارة متصلة، واجتمعوا به فى قلعة كسانا، فأقبل عليهم واكرمهم، ووعدهم فى المساعدة على التوجه إلى البلاد (الشمالية](2).
ووجدوا عنده رسلأ من جهة هولاوون، فاعتذر إليهم عن تأخير مسيرهم لخوفه لئلا يطلع هولاوون على ذلك، ثم أمرهم بالرجوع إلى القسطنطينية وأن يقيموا بها حتي يمود ويجهزهم ثم لم يزل يماطلهم إلى أن مضت لهم عنده سنة وثلاثة أشهر، فلما طال مكثهم بعثوا اليه يقولوا: إن لم تمكنك المساعدة على توجهنا فأعيدنا إلى مصر، فأذن للشريف بالعودة وحده، واعتذر - أيضا - إليهم خوفا من هولاوون(2)، فعاد الشريف، وتأخر الفارس(4) مدة سنتين حتى هلك أكثر ما كان معه من الحيوان.
ثم إن عسكر بركة قصد القسطنطينية وغار على أطرافها، وهرب الباسلوس الذي كان فيها، وبعث الفارس المسعودي إلى مقدم عسكر بركة يقول له: إن البلاد فى عهد السلطان الملك الظاهر وصلحه، وإن القان فى صلح من صالحه وعهد من عاهده: فطلب خطه بذلك، فكتب له خطه بذلك، وأنه مقيم باختياره، وأنه لم يمنع (5) من التوجه إلى [5 اب] بركة، فرحل عسكر بركة من على القسطنطينية واستصحب معه السلطان عز الدين، فإنه كان محبوسا فى قلعة من قلاع القسطنطينية فأخرجوه منها(2).
(1) فى الأصل: "كان".
(2) مزيد لاستقامة المتن.
(3)عبارة اليونينى . ذيل مرآة الزمان ج1 ص 538: 1... واعتذر من منعهم من التوجه لكونه بعيدا عن بلاده المجاورة لمملكة السلطان ركن الدين، وآنه متى سمع آنى مكنت رسل صاحب مصر من التوجه إلى بركة توهم انتقاض الصلح بينى وبين هولاكو فيسارع إلى نهب ما جاوره من بلادى، وما أنا قريب منها حتى آذب عنها".
(4) أي: لافارس الدين المسعودى".
(5) فى الأصل: "يمتنع".
(6) اليونينى. ذيل مرآة الزمان ج1 ص 538 - 539، أبو الفداء. المختصر ج3 ص218--
Page 123