. . . . . . . . . . . . ... أَقَلُّ أَذَىً فِيهِ بِصَاحِبِهِ يُزْرِي (١)
الباب الثالث
منزلة السنة
٢٤ - رَعَى السُّنَّةَ الْبَيْضَاءَ رَبِّي لَأَنَّهَا ... كَشَمْسِ الضُّحَى أَوْ فِي الدُّجَنَّةِ (٢) كَالْبَدْرِ
٢٥ - وَمَا السُّنَّةُ الْبَيْضَاءُ (٣) إِلَّا الَّتِي قُضِى ... عَلَيْهَا (٤) رَسُولُ اللهِ مَعْ صَحْبِهِ الْغُرِّ (٥)
٢٦ - وَتَابَعَهُمْ فِيهَا بِإِحَسَانٍ الْأُولَى (٦) ... رَضُوا فَرَضِي (٧) عَنْهُمْ بِهَا عَالِمُ السِّرِ
_________
(١) أي يعيب، ويُحَقِر. وانظر القاموس (باب: الياء، فصل: الزاي)
(٢) أي الظلمة، وانظر مختار الصحاح (مادة دجن).
(٣) أي الملة والحجة الواضحة التي لا تقبل الشبه أصلًا.
(٤) يحتمل أن يكون المعنى المراد هنا: من قول الناظم: (قُضِى عليها)، أي: مات عليها، فهو يشير إلى قوله ﷺ: (قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك) رواه ابن ماجه (١/ ١٦) (٤٣)، وأحمد (٤/ ١٢٦) من حديث العرباض ﵁ مطولًا به، والحديث صححه الألباني، والأرناؤوط. ويحتمل أن يكون معنى: (قَضَى عليها) حكم بها، فتكون على بمعنى الباء، كنحو قوله تعالى: ﴿حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُول﴾ أي: بأن، كما قرأ أبي ﵁. (الإتقان، للسيوطي (٢/ ٢٠٢» فيكون مقصوده بالسنة هنا المحكمة لا المنسوخة، والمعنى الأول أولى.
(٥) أي أصحاب السبق المُقَدَّمين، وأصل الغُرَّةُ بالضم: بياضٌ في جبهة الفرس فوق الدِرهم، ويقال: فلان غُرَّةُ قومه، أي سيدهم، وهم غُرَرُ قومهم. وغُرَّةُ كل شيء: أوَّله وأكرمه. (وانظر الصحاح للجوهري مادة (غرر».
(٦) يشير إلى القرون الثلاثة المفضلة التي وصفها النبي ﷺ بأنها خير القرون، فقد روى البخاري (٢/ ٩٣٨) (٢٥٠٩)، ومسلم (٤/ ١٩٦٢) (٢٥٣٣) من حديث عبد الله ﵁ مرفوعًا: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم).
(٧) بالأصل: ورضي، وفي الهامش تصحيحها إلى: فرضي.
1 / 29