Nahj Haqq
نهج الحق وكشف الصدق
Genres
يلزم الجبرية كونه تعالى جاهلا أو محتاجا
ومنها تجويز أن يكون الله تعالى جاهلا أو محتاجا تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا لأن في الشاهد فاعل القبيح إما جاهل أو محتاج مع أنه ليس عندهم فاعلا في الحقيقة فلأن يكون كذلك في الغائب الذي هو الفاعل في الحقيقة أولى.
يلزمهم نسبة الظلم إليه تعالى
ومنها أنه يلزم منه الظلم لأن الفعل إما أن يقع من العبد لا غير أو من الله تعالى أو منهما بالشركة بحيث لا يمكن تفرد كل منهما بالفعل أو لا من واحد منهما والأول هو المطلوب. والثاني يلزم منه الظلم حيث فعل الكفر وعذب من لا أثر له فيه البتة ولا قدرة موجدة له ولا مدخل له في الإيجاد وهو أبلغ أنواع الظلم. والثالث يلزم منه الظلم لأنه شريك في الفعل وكيف يعذب شريكه على فعل فعله هو وإياه وكيف يبرئ نفسه من المؤاخذة مع قدرته وسلطنته ويؤاخذ عبده الضعيف على فعل فعله هو مثله. وأيضا يلزم منه تعجيز الله تعالى إذ لا يتمكن من الفعل بتمامه بل يحتاج إلى الاستعانة بالعبد. وأيضا يلزم المطلوب وهو أن يكون للعبد تأثير في الفعل وإذ جاز استناد أثر ما إليه جاز استناد الجميع إليه فأي ضرورة تحوج إلى التزام هذه المحالات فما ترى لهم ضرورة إلى ذلك سوى أن ينسبوا ربهم إلى هذه النقائص التي نزه الله تعالى نفسه عنها وتبرأ منها.
Page 119