يلزم الجبرية مخالفة العقل والنقل ومنها أنه يلزم مخالفة العقل والنقل لأن العبد لو لم يكن موجدا لأفعاله لم يستحق ثوابا ولا عقابا بل يكون الله تعالى مبتدئا بالثواب والعقاب من غير استحقاق منهم ولو جاز ذلك لجاز منه تعذيب الأنبياء ع وإثابة الفراعنة والأبالسة فيكون الله تعالى أسفه السفهاء وقد نزه الله تعالى نفسه عن ذلك فقال أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون أم نجعل المتقين كالفجار.
يلزم الجبرية كونه تعالى ظالما جائرا
ومنها يلزم مخالفة الكتاب العزيز من انتفاء النعمة عن الكافر لأنه تعالى إذ خلق الكفر في الكافر لزم أن يكون قد خلقه للعذاب في نار جهنم ولو كان كذلك لم يكن له عليه نعمة أصلا فإن نعمة الدنيا مع عقاب الآخرة لا تعد نعمة كمن جعل لغيره سما في حلواء وأطعمه فإنه لا تعد اللذة الحاصلة من تناوله نعمة والقرآن قد دل على أنه تعالى منعم على الكفار قال الله تعالى ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله وأحسن كما أحسن الله إليك. وأيضا قد علم بالضرورة من دين محمد ص أنه ما من عبد إلا ولله عليه نعمة كافرا كان أو مسلما. ومنها صحة وصف الله تعالى بأنه ظالم وجائر لأنه لا معنى للظالم نهج الحق ص : 118إلا فاعل الظلم ولا الجائر إلا فاعل الجور ولا المفسد إلا فاعل الفساد ولهذا لا يصح إثبات أحدها إلا حال نفي الآخر. ولأنه لما فعل العدل سمي عادلا كذا لو فعل الظلم سمي ظالما ويلزم أن لا يسمى العبد ظالما ولا سفيها لأنه لم يصدر عنه شي ء من هذه.
Page 68