ومنها أن القبائح لو صدرت عنه تعالى لوجبت الاستعاذة منه لأنه حينئذ أضر على البشر من إبليس لعنه الله وكان واجبا على قولهم أن يقول المتعوذ أعوذ بالشيطان الرجيم من الله تعالى. وهل يرضى العاقل لنفسه المصير إلى مقالة تؤدي إلى التعوذ من أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين وتخليص إبليس من اللعن والبعد والطرد نعوذ بالله من اعتقاد المبطلين والدخول في زمرة الظالمين ولنقتصر في هذا المختصر على هذا القدر
المطلب الرابع في أنه تعالى يفعل لغرض وحكمة
قالت الإمامية إن الله تعالى إنما يفعل لغرض وحكمة وفائدة ومصلحة ترجع إلى المكلفين ونفع يصل إليهم. وقالت الأشاعرة إنه لا يجوز أن يفعل شيئا لغرض ولا مصلحة ترجع إلى العباد ولغاية من الغايات
ولزمهم من ذلك محالات منها
أن يكون الله تعالى لاعبا عابثا في فعله فإن العابث هو الذي يفعل لا لغرض وحكمة بل مجانا والله تعالى يقول وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ربنا ما خلقت هذا باطلا والفعل الذي لا لغرض للفاعل فيه باطل ولعب تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
Page 44