المبحث الثالث في أنه تعالى ليس بجسم أطبق العقلاء على ذلك إلا أهل الظاهر كداود والحنابلة كافة فإنهم قالوا إنه تعالى جسم يجلس على العرش ويفضل عنه من كل جانب ستة أشبار بشبره وأنه ينزل في كل ليلة جمعة على حمار وينادي إلى الصباح هل من تائب هل من مستغفر وحملوا آيات التشبيه على ظواهرها. نهج احق ص : 56و السبب في ذلك قلة تمييزهم وعدم تفطنهم بالمناقضة التي تلزمهم وإنكار الضروريات التي تبطل مقالتهم فإن الضرورة قاضية بأن كل جسم لا ينفك عن الحركة والسكون وقد ثبت في علم الكلام أنهما حادثان والضرورة قاضية أن ما لا ينفك عن المحدث فإنه يكون محدثا فيلزم حدوث الله تعالى والضرورة الثانية قاضية بأن كل محدث مفتقر إلى محدث فيكون واجب الوجود مفتقرا إلى مؤثر ويكون ممكنا فلا يكون واجبا وقد فرض أنه واجب هذا خلف. وقد تمادى أكثرهم فقال إنه تعالى يجوز عليه المصافحة وإن المخلصين يعانقونه في الدنيا وقال داود اعفوني عن الفرج واللحية واسألوني عما وراء ذلك وقال إن معبوده جسم ذو لحم ودم وجوارح وأعضاء وإنه بكى على طوفان نوح حتى رمدت عيناه وعادته الملائكة لما اشتكت عيناه. فلينصف العاقل المقلد من نفسه هل يجوز له تقليد هؤلاء في شي ء وهل للعقل مجال في تصديقه في هذه المقالات الكاذبة والاعتقادات الفاسدة وهل تثق النفس بإصابة هؤلاء في شي ء البتة
المبحث الرابع في أنه تعالى ليس في جهة
Page 20