نطق ، أو تخوف من صدق. فأفق أيها السامع من سكرتك ، واستيقظ من غفلتك! واختصر من عجلتك (1)، وأنعم الفكر فيما جاءك على لسان النبى الأمى ، صلى الله عليه وآله وسلم ، مما لا بد منه ، ولا محيص (2) عنه ، وخالف من خالف ذلك إلى غيره ، ودعه وما رضى لنفسه ، وضع فخرك ، واحطط كبرك ، واذكر قدرك ، فإن عليه ممرك ، وكما تدين تدان ، وكما تزرع تحصد ، وكما قدمت اليوم تقدم عليه غدا ، فامهد لقدمك (3) وقدم ليومك.
فالحذر الحذر أيها المستمع ، والجد الجد أيها الغافل « ولا ينبئك مثل خبير » إن من عزائم الله فى الذكر الحكيم التى عليها يثيب ويعاقب ، ولها يرضى ويسخط ، أنه لا ينفع عبدا وإن أجهد نفسه وأخلص فعله أن يخرج من الدنيا لاقيا ربه بخصلة من هذه الخصال لم يتب منها : أن يشرك بالله فيما افترض عليه من عبادته ، أو يشفى غيظه بهلاك نفس ، أو يعر بأمر فعله
Page 56