290

فيتزايلون بالبغضاء (1) ويتلاعنون عند اللقاء ، ثم يأتى بعد ذلك طالع الفتنة الرجوف (2)، القاصمة الزحوف ، فتزيغ قلوب بعد استقامة ، وتضل رجال بعد سلامة ، وتختلف الأهواء عند هجومها ، وتلتبس الآراء عند نجومها (3) من أشرف لها قصمته ، ومن سعى فيها حطمته ، يتكادمون فيها تكادم الحمر فى العانة (4) قد اضطرب معقود الحبل ، وعمى وجه الأمر ، تغيض فيها الحكمة (5) ، وتنطق فيها الظلمة ، وتدق أهل البدو بمسحلها (6) وترضهم بكلكلها ، يضيع فى غبارها الوحدان (7) ويهلك فى طريقها الركبان ، ترد بمر القضاء ، وتحلب عبيط الدماء (8)، وتثلم منار الدين (9) وتنقض عقد

Page 51