أقدامهم تخوم الأرض السفلى ، فهى كرايات بيض قد نفذت فى مخارق الهواء (1) وتحتها ريح هفافة تحبسها على حيث انتهت من الحدود المتناهية ، قد استفرغتهم أشغال عبادته (2) ووصلت حقائق الإيمان بينهم وبين معرفته وقطعهم الإيقان به إلى الوله إليه (3) ولم تجاوز رغباتهم ما عنده إلى ما عند غيره ، قد ذاقوا حلاوة معرفته ، وشربوا بالكأس الروية من محبته (4) وتمكنت من سويداء قلوبهم (5) وشيجة خيفته (6) فحنوا بطول الطاعة اعتدال ظهورهم ، ولم ينفذ طول الرغبة إليه مادة تضرعهم (7) ولا أطلق عنهم عظيم الزلفة ربق خشوعهم (8)، ولم يتولهم الإعجاب فيستكثروا ما سلف منهم ، ولا تركت لهم استكانة الإجلال (9) نصيبا فى تعظيم حسناتهم ، ولم تجر الفترات فيهم على طول دؤوبهم ، ولم تغض رغباتهم (10) فيخالفوا عن رجاء ربهم ، ولم
Page 170