156

من مائها ، قد درست منار الهدى ، وظهرت أعلام الردى ، فهى متجهمة لأهلها (1) عابسة فى وجه طالبها ، ثمرها الفتنة ، وطعامها الجيفة ، وشعارها الخوف ، ودثارها السيف (2). فاعتبروا ، عباد الله ، واذكروا تيك التى آباؤكم وإخوانكم بها مرتهنون (3) وعليها محاسبون. ولعمرى ما تقادمت بكم ولا بهم العهود ، ولا خلت فيما بينكم وبينهم الأحقاب والقرون ، (4) وما أنتم اليوم من يوم كنتم فى أصلابهم ببعيد. والله ما أسمعهم الرسول شيئا إلا وها أنا ذا اليوم مسمعكموه ، وما أسماعكم اليوم بدون أسماعهم بالأمس ولا شقت لهم الأبصار ، ولا جعلت لهم الأفئدة فى ذلك الأوان إلا وقد أعطيتم مثلها فى هذا الزمان. والله ما بصرتم بعدهم شيئا جهلوه ، ولا أصفيتم

Page 156