146

Nafh Tib

نفخ الطيب من غصن الأندلس الرطيب

Investigator

إحسان عباس

Publisher

دار صادر-بيروت

Publisher Location

لبنان ص. ب ١٠

[مساحتها وأبعادها]
قال المسعودي (١): بلاد الأندلس تكون مسرة عمائرها ومدنها نحو شهرين، ولهم من المدن الموصوفة نحوٍ من أربعين مدينةٍ، انتهى باختصار.
ونحوه لابن اليسع (٢) إذ قال: طولها من أربونة إلى أشبونة (٣) وهو قطع ستين يومًا للفارس المجدّ، وانتقد بأمرين: أحدهما أنّه يقتضي أن أربونة داخلةٌ في جزيرة الأندلس، والصحيح أنها خارجةٌ عنها، والثاني أن قوله: " ستين يومًا للفارس المجدّ " إعياءٌ وإفراطٌ، وقد قال جماعة: إنّها شهرٌ ونصف.
قال ابن سعيدٍ: وهذا يقرب إذا لم يكن للفارس المجدّ، والصحيح ما نص عليه الشريف (٤) من أنها مسيرة شهرٍ، وكذا قال الحجاري (٥)، وقد سألت المسافرين المحققين عن ذلك فعملوا حسابًا بالمراحل الجيدة أفضى إلى نحو شهرٍ بنيفٍ قليلٍ.
قال الحجاري في موضع من كتابه: إن طول الأندلس من الحاجز إلى أشبونة ألف ميلٍ ونيفٍ؛ انتهى.
وبالجملة فالمراد التقريب من غير مشاححة، كما قاله ابن سعيدٍ، وأطال في ذلك، ثم قال بعد كلامٍ: ومسافة الحاجز الذي بين بحر الزّقاق والبحر المحيط أربعون ميلًا، وهذا عرض الأندلس عند رأسها من جهة الشرق، ولقلّته سميت

(١) راجع مروج الذهب ١: ١٦٢.
(٢) ابن اليسع: اليسع بن عيسى بن اليسع أبو يحيى صاحب كتاب المعرب في آداب المغرب كتبه بمصر للسلطان صلاح الدين الأيوبي (راجع المغرب ٢: ٨٨ والحاشية) .
(٣) أربونة (Narbonne) آخر ما استولى عليه العرب من جهة الساحل الأندلسي الشرقي، وأشبونة هي التي تسمى اليوم لشبونة (Lisbon) أو ليسبوا عاصمة البرتغال.
(٤) يعني الشريف الإدريسي مؤلف كتاب " نزهة المشتاق " لرجار، ملك صقلية.
(٥) صاحب كتاب " المسهب في فضائل المغرب " ألفه لبني سعيد، وهو أبو محمد عبد الله بن إبراهيم وعلى أساس كتابه ألف المغرب. (انظر ترجمته في المغرب ٢: ٣٥) .

1 / 127