١٠ - شيوخ المؤلف وشَيخَتُه، والتعريف بنماذج متميزة منهم:
(أ) تعريف عام:
تقدم قول الذهبي وغيره: إن شيوخ المؤلف يقاربون الألف.
وهذا يدل بوضوح على اجتهاده في الطلب، وتوسعه فيه داخل مصر التي اتخذها موطنًا، وخارجها، وقد مر معنا ذِكْرُ ابن سيد الناس عددًا من شيوخه الذين أخذ عنهم خلال مراحل طلبه للعلم، كما مر أيضًا ذِكْر المترجمين له بعضَ شيوخه البارزين، ومنهم والدُه (١)، وسيأتي في بيان مصادره الشفاهية في شرحه للترمذي ذِكْره ثلاثة من شيوخه، قرر في شرحه السماع منهم رواية ودراية، ومنهم شيخه الذي روى عنه جامع الترمذي وغيره، حيث ساق سنده بجامع الترمذي في المقدمة الأولى لشرحه، وذكر أن أول من بَيْنَه وبين الترمذي من الإِسناد: شيخُه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن تَرجم ... ثم قال: وكان صحيح السماع سمعت منه جامع الترمذي وغيره (٢).
وأيضًا تقدم ذكر ابن حجر شيخةً له ضمن من سمع عليهم الحديث، وهي شامية بنت البكري، وسيأتي التعريف بها مفصلًا باعتبارها نموذجًا لإسهام المرأة المسلمة في تحمل الحديث وأدائه في عصر المؤلف.
وفي كتابه (عيون الأثر) أخرج أحاديث كثيرة بسنده عن شيوخه، منذ مرحلة الإحضار في الطفولة بواسطة والده كما تقدم، إلى مرحلة الطلب بنفسه داخل مصر والرحلة خارجها، وساق أيضًا في نهايته أسانيده بأهم مصادره فيه (٣). وأيضًا قد سأله ابن أَيبك عن أحفظ من لَقي، فجمع له عددًا وترجم
_________
(١) وقد روى عنه بعض الأحداث التي أدركها وعددًا من كتب السنة كما أشرت من قبل وانظر الوافي ١/ ٣١١ وذيل ابن فهد على تذكرة الحفاظ / ٩٠.
(٢) الشرح/ ق ٣ أ، ب مع التعليق عليها بالتعريف بشيخه المذكور.
(٣) انظر عيون الأثر ١/ ٢٢، ٢٤، ٢٦، ٦٧، ٦٩، ٧٢، ٧٥، ٨٠، ٨١، ١٠٢، ١١٤، ١٢١، ١٢٥، ١٥٢، ١٨١، ١٨٢، ١٨٧، ١٨٨، ١٨٩، وجـ ٢/ ٣٤٢ وما بعدها.
1 / 30